برعاية

عزل اللاعبين عن مجتمعهم

عزل اللاعبين عن مجتمعهم

    معظم الآراء التي طرحت عن لقاءي نهائي آسيا بين الهلال وسيدني جاءت متشائمة تجاه الهلال، الكثيرون يظنون أن الهلال لن يحققها، حاولت أن أجد مبررا فنيا لهذا القلق فلم أجد، فوضع الفريق الآن جيد جداً والخصم متساو معه في الكفة تقريباً، الذي استنتجته أن هؤلاء بنوا آراءهم على تاريخ الفريق في هذه المسابقة خلال العشر سنوات الأخيرة، شعرت أنهم غير واثقين منه لانهم رأوه أكثر من مرة يسقط رغم أنه مكتمل فنيا.

الذي يظهر لي أن الفريق من الداخل يعاني من نفس المشكلة، فاللاعبون لديهم إحساس بالدونية، يتضح لي هذا الأمر في كل مباراة آسيوية يلعبها الفريق، مثلا في لقاء الفريق مع العين في مباراتيه ظل اللاعبون مرتبكون فلم يقدموا أي لمحات فنية منظمة إلا بعد ان يطمئنوا على النتيجة، في الأولى بعد الهدف الثالث، وفي الثانية بعد هدف الشمراني، لا يشعرنا الهلال أنه الهلال إلا بعد أن يرتاح إلى النتيجة تماما، لم يكن هذا حال الهلال مع الجيل السابق، كان كل لاعب يكتنز جسمه ثقة عالية إلى الدرجة التي يخسر فيها الفريق بثلاثة في شوط المباراة الأول فيدخل اللاعبون الشوط الثاني وهم واثقون أنهم سيعدلون النتيجة، كان للأسماء الموجودة هيبتها.

هذا يدعوني إلى طرح سؤال: هل مشكلة الهلال نفسية بحتة؟!

هذا سؤال مهم جدا قبل أن يلعب الفريق لقاءه أمام سيدني خاصةً أنه يلعب هناك في البعيد.. إن جاءت الإجابة: نعم.. فهذا يعني أنه لا قيمة لأية خطة سيضعها المدرب لأن اللاعبين لن ينفذونها بسبب الخوف الذي يفقدهم التركيز، ثم ماذا لو خسر بهدف أو هدفين من البداية؟ هذا سيبعثر الخطة ويحول الأداء إلى ما يشبه الفوضى.. أيضا كيف سيكون الحال لو عاد من الذهاب خاسراً ؟!

اللاعب هو جزء من المجتمع لا يمكن عزله عن الجمهور بكل تفاعلاتهم، ما يقوله الجمهور يصب في أذنيه فيستقر في عقله الباطن، وبالتالي تظهر آثاره.. الفرق بين المشجع واللاعب أن الأول يتكئ على أريكته فيبدد قلقه بكأس عصير ليمون، أما الثاني فهمّ الخروج من الآسيوية خاسرا يجعله يرتعش اليدين والقدمين فينخفض عطاؤه جداً.

هل يعزل اللاعبون عن وسائل التواصل الاجتماعي، وعن الأسواق، فيعيشون كأنهم في محجر صحي؟!.. هذا مستحيل بالطبع.. هل تقوم الإدارة بدورها التوعوي فتقلل من أهمية المباراة؟! هذا خطأ أيضا لأن اللاعب ليس طفلاً يمكن أن يمر عليه مثل هذا العلاج بسهولة!.. أيضا المبالغة في زرع الثقة قد ينعكس سلبا فيثمر عن تهاون يخرج الفريق خاسرا كما رأينا هذا يحدث مع الفريق أمام فرق ضعيفة!

- ظهر رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد مستنجدا بأنبوبة أوكسجين بسبب ظروفه الصحية، رغم هذا قطع مسافة بعيدة ليساند فريقه معنوياً في هذا المنعطف الخطر.

- لقاء الهلال يتطلب قيام لاعبي الخبرة كنيفيز بالالتزام بالهدوء والثقة ليقتدي بهم الأصغر منهم سنا.

- الخطر الأكبر على الهلال تهورات حارسه السديري!

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا