باولو مالديني.. فخامة الإسم وحدها تكفي
كما تلاحظون لم اصف مالديني بالقائد كجيرارد او بالملك كتوتي او بالرمز كغيغز، ففخامه الاسم وحدها تكفي ! عندما تقول “باولو مالديني “، فانت تشير الي القائد و الرمز و الاسطوره و الملك و الايقونه … سالني احد المراهقين: “من ابرز لاعب شاهدته ، هل هو الظاهره رونالدو او الساحر زيدان ؟”، فاجبته :” ان هذين اللاعبين ينتميان الي العباقره في كره القدم ،لكن لاعباً واحداً تسنت لي متابعته ،لن تري مثله في حياتك ، انه باولو مالديني .” ساتباهي امام اولادي و
احفادي اني شاهدتك و رايت ما هو الدفاع ، فنحن نفتقد في هذه الايام الي شراسه مدافعي ايام زمان ، عندما كان الدوري الإيطالي يدرس كيفيه الدفاع ، و لعل افضل خريجي هذه المدرسه علي الاطلاق هو باولو مالديني ! ملك المدافعين رفض الانتقال الي مانشيستر يونايتد مقابل 60 مليون دولار، ما كان سيجعله اغلي مدافع في تاريخ كره القدم ، غير انه اكد وفاءه الابدي الي الميلان ! في سن السادسه عشره، مثل مالديني الميلان لاول مره و لكنه لم يعرف حينها انه سيظهر بقميص الروسونيري في تسعمئه مناسبه و مناسبه اخري. نعم 902 هو عدد مباريات مالديني الرسميه مع النادي اللومباردي ، هذا الرقم غير قابل للتحطيم! ما قدمه باولو مالديني للميلان ، لا يمكن لاي لاعب مهما علا شانه ان يقدمه لناديه ، فباولو بالاضافه الي وفائه للميلان حيث امضي كل مسيرته التي امتدت ل 25 عاماً ، ساهم في تحقيق فريقه الوحيد الفوز بالدوري الايطالي سبع مرات و في الظفر بخمس بطولات اوروبيه ، اخرها عام 2007 عن عمر يناهز التاسعه و الثلاثين ! لم يكتف افضل مدافع في التاريخ بهذه الانجازات الاوروبيه ، بل اراد جعل الميلان اكثر النوادي تتويجاً بالالقاب الدوليه من خلال حصد الذهب في خمس مباريات نهائيه في كاس السوبر الاوروبيه و التربع علي عرش العالم ايضاً في ثلاث سنوات !هذا كثير جداً يا مالديني ! هذا الاخير اشتهر بانطلاقاته الصاروخيه علي الجهه اليسري ،و قدرته الهائله علي افتكاك الكره ، و قطع هجمات المنافسين ، مهما كان حجمهم! و لعل اكثر من انزعج من براعه باولو و روحه القتاليه، العباقره رونالدو و زيدان و مارادونا ! الثاني وصف الاول بانه الافضل في العالم لانه استطاع ان يتجاوز مالديني! و صرح زيدان كذلك انه كان يتفادي ان يلعب علي الجهه التي كان يدافع فيها مالديني ! ببساطه مالديني مرعب المهاجمين و الهدافين و المبدعين ! تشيزاري مالديني ، نجم الميلان و المنتخب الايطالي السابق قال ان اكبر شرف تحصل عليه هو كونه “والد باولو مالديني ” . عطاء “ملك الكاتناشيو ” و تالقه نقلهما الي المنتخب الايطالي الذي ارتدي قميصه 126 مره واضعاً شاره القياده في 74 مباراه دوليه ، و مشاركاً في ٤ بطولات عالم ، و هو يحمل الرقم القياسي لعدد الدقائق ب2217 دقيقه في المونديال ! لكن الحظ عانده مراراً مع الازوري، فقد كان قريباً جداً من التتويج باللقب العالمي عام 1994 ، الا ان ركلات الجزاء ابتسمت الي رفاق روماريو ، و عام 2000 عندما كان الطليان يهيئون انفسهم لحمل كاس الامم الاوروبيه ،سجل ويلتورد هدف التعادل لفرنسا قبل ان يطلق تريزيغه رصاصه الرحمه ! سوء الطالع لازمه كذلك مع الميلان ، و تحديداً في معركه اسطنبول عام 2005 التي وصفها افضل مدافع في تاريخ الساحره المستديره باكبر خيبه في مسيرته الكرويه ، علي الرغم من تسجيله اسرع هدف في تاريخ نهائي المسابقه الام و كونه اكبر لاعب يسجل هدفاً في المباراه الختاميه لدوري الابطال ! وقتها ، لم تتقبل بعض الجماهير الخساره الدراماتيكيه للميلان في النهائي امام ليفربول، فصبت غضبها علي اللاعبين لدي عودتهم الي ميلانيللو ، ما دفع باولو مالديني الي انتقاد الالتراس بقساوه .ملك ايطاليا هو افضل لاعب لم يظفر بالكره الذهبيه ! استقرار الظهير الايسر في مسيرته الكرويه يستمده من استقراره العائلي ،فهو تزوج من عارضه الازياء الفنزويليه ادريانا فوسا عام 1994 ،و ما زال يعيش معها اوقات سعيده رفقه ولديهما كريستيان و دانيال .
في 24 ايار 2009 ، كتب الرقم 3 اخر صفحاته في السان سيرو ، فيما كنت ابكي امام شاشه التلفزيون كالطفل الصغير و كان يواسيني جدي الميلاني المخضرم ، فمالديني جمع الاجيال و جعل كل ميلاني يعيش سنين من الخيال ! في عهده زامل كبار المدافعين، اذكر منهم باريزي الايقونه و نيستا الصخره و الوحش كوستاكورتا و غيرهم من اساتذه فن الطليان ! لكنه ، كما وصفه نيستا ، يملك شيئاً لا يملكه الاخرون و استمراريته لا تضاهي ! رمز اليوفي دل بييرو مدحه علي طريقته ” “انت الرقم واحد! هناك لاعبون كبار وهناك لاعبون علي مستوي عالمي. ثم هناك اولئك الذين يتمكنون من الذهاب ابعد من ذلك المدي. باولو هو المثال الممتاز.” توتي و دل بييرو و باجيو و ريفيرا حفروا اسماءهم باحرف من ذهب في تاريخ الكره الايطاليه. اما مالديني، فكتبه باحرف ماسيه ، لانه تفوق علي الجميع !