الحي الإيطالي (1) | إيطاليا تموت؟ ليس حقًا

اولي حلقات السلسله الجديده مع حسين ممدوح..

لا ادري كيف يُمكن ان اقدم بطوله ايطاليا لهذه السنه، مرت سنوات وخاصه هنا في جول وانا اعمل علي تحليل الشارده والوارده في ملاعب وملفات الكره الايطاليه، العقد الاخير خاصه كان مليئًا بحالات من التذبذب، الحيره والقرارات والتحولات الدراميه، كانت تملا ليس فقط السيري ا بل كافه البطولات التي تقع علي دفاتر الاتحاد الايطالي خاصه البطولات الثلاث الاولي وحتي السيري "دي" الدرجه الرابعه.

تغيرت عده ادارات لانديه عظمي وتمت اعاده تشكيل بعض المشاريع او حذفها وخلق مشاريع جديده، مشاكل الملاعب، الاختلافات مع بلديه كل مدينه، معضله الميزانيه، بيع النجوم، إعادة تدوير اللاعبين والاسماء الي ان خرج لنا في نهايه 2014 مخلوقًا مشوهًا لا يمت لايام الكالتشيو الذهبيه في شيء.

لذلك ليس عليّ ان اتوقف كثيرًا ها هنا، فهذا الحديث يُتعب ويثير النفس بالتخبط والاحباط خاصه اذا ما راينا التطور الملحوظ في البريميير ليج، الدوري الالماني "البوندزليجا" وطريقته الاكاديميه المميزه في تنشاه واعداد الاجيال وحتي الدوري الاسباني الذي راينا انه خرج من عباءه الثنائي "مدريد-برشلونه"، لنتطلع الي النتائج علي ضوء المعيطات والمعادله المُمكنه في كل ادارات الانديه ومشاريعها.

سابدا معكم بالحديث عن حامل اللقب، ووصيفه ثم نمر لعملاقي ميلانو، القطب الاول والاوحد "المتواجد دومًا في صراع القمه الا باستثناءات بسيطه هو يوفنتوس، يوفي الذي رفض ارتورو فيدال ان يضع عينه في اعين جماهيره وقت ما كان من المُمكن الرحيل لمانشستر يونايتد لكنه بقي في النهايه واكد ان ركبته علي مايرام وان المحارب التشيلي جاهز لحمايه اسم يوفنتوس لموسم اخر بجانب الفرنسي الشاب بول بوجبا الذي يعد الابقاء عليه لوحده "صفقه".

صحيح ان انتونيو كونتي قد رحل ولكن ربما يكون لرحيله فائده كبيره لان الجماهير لم تكن لتحتمل فكره ان يخرج بوجبا وفيدال معه، يوفنتوس مثلما هون ربما يزيد قوه اكثر مع عوده الفارو موراتا من الاصابه ولكن تغيير المدرب والاستعانه بماسيمليانو اليجري يبقي امرًا يترك المساحه للتاويل وتوقع نتائج يوفنتوس باشكالٍ وصور مختلفه.

اما روما فهو يواصل عمله الممتاز بوجود الكشاف الاول والرجل الابرز من بين المديرين الرياضيين المنتشرين في انحاء ايطاليا "والتر او فالتر ساباتيني"، هو الذي كان له ماضٍ رائع في لاتسيو وباليرمو ببعض المواهب الهامه وهو نفسه من بدا عملًا خاصًا في الجيالورسو ولا يريد ان ينهيه، سوق انتقالات ممتاز ومُكلِف للذئاب اذا ما تحدثنا عن استوري، يانجا مبيوا، اوكان، مانولاس وايتوربي والتخلي فقط كان عن اللاعب الذي اراد حقًا ان يخرج ويقوم بخطوه للامام فورًا بارتداء قميص بايرن ميونيخ دون الاعتقاد في المشروع مثلما فعل فيدال في يوفنتوس "مهدي بنعطيه".

 ولكن التشكيله والمحصله العامه لفريق مشروع الرئيس جيمس بالوتا يسير بخطي حثيثه نحو الحلم جديًا بلقب الاسكوديتو هذا العام، صداع قوي ليوفنتوس، مع مشروع قوي يضم العديد من المواهب الشابه والصاعده، استثمار كبير وقدره علي ان يبلو بلاءًا حسنًا حتي في دوري الابطال هذا العام، التقييم العام لروما وقتيًا وعلي المدي الطويل يبدو ممتازًا وهو ما يثير دومًا الحقد والاحتجاج والغضب في صفوف الغريم التقليدي "لاتسيو".

الاسم الثالث هو انتر صاحب ميركاتو "الصفر تقريبًا" لم يصرف الكثير، اغلب صفقاته من اعارات ولاعبين منتهيه عقودهم مع 10 ملايين للتشيلي جاري ميديل، لم يقل لنا والتر مادزاري انه سيعتمد علي الشباب والدليل خروج كريستيج، مباي واخرين من شباب انتر من مشروعه وخططه ولكن لديه بعض العناصر القابله للتطور ابرزهم ماتيو كوفاشيتش وتشكيله تطمح لتقديم ما هو افضل نسبيًا من الموسم الماضي، ولكن باعتقادي ان الاسكوديتو هو بعيد، بعيد جدًا عن مخيله مادزاري وايريك توهير في هذه الفتره.

انتر العظيم، جراندي انتر لن يمضي خطوات كبيره للامام مع والتر مادزاري في رايي ومن المُحبط ان يبدا الاندونيسي مشواره بميركاتو "الصفر"، لكن يبقي متابعه الاجانب الجدد نيمانيا فيديتش وجاري ميديل امرًا مثيرًا للاهتمام وماذا سيقدمون لدفاع النيراتزوري بعد سنوات من الاعتماد علي الحرس القديم مثل والتر صامويل وخافيير زانيتي، خساره ريكاردو الفاريز في نهايه السوق تبدو لي علامه سلبيه فيما يخص جديه مشروع ايريك توهير.

ميلان هو وجه لا يختلف كثيرًا عن انتر وان كانت سياسته الحاليه معروفه ومشهور بها منذ سنوات باداره ادريانو جالياني وضلعي الثالوث الاخرين باربرا بيرلسكوني صاحبه الصوت العالي واباها سيلفيو الذي يبدو ان يترك اذنه لباربرا كثيرًا، فريق كامل من اللاعبين المنتهيه عقودهم، اعارات دون تكلفه ولكن الاسماء والتشكيله العامه مع وجود روح جديده كانزاجي يجعل الامل في تقديم موسم مقبول كبيرًا ومحاوله 

او ربما غرز الامل بالتدريج في امكانيه تحقيق المركز الثالث، رهان الروسونيرو علي فيرناندو توريس يبدو فيه نوعًا من المخاطره او "الريسك" فالحصان الاسباني سابقًا اصبح بطيئًا وقليل الحركه وعليه ان يعمل بدنيًا بصوره كبيره لكي يكون جاهزًا للمسابقه الايطاليه المعروفه بعنف مدافعيها، الرهان علي دييجو لوبيز حارس مدريد سابقًا يبدو ايجابيًا وقفزه ايجابيه في مركز حراسه المرمي.

وفي الاخير تبقي رغبه فيليبو انزاجي وحماسه في بدايته التدريبيه عاملًا مهمًا اضافه للخبره الدوليه الجيده للوافدين الجدد، ولكن فيما يتعلق بالمستقبل فان اداره ميلان عليها ان تعمل كثيرًا من اجل بدء هذا الطريق الشاق لصناعه فريق تستطيع الجماهير ان تثق فيه لسنوات للامام.

بعد ان مررنا علي اهم 4 فرق جماهيريه نري ان التخطيط غائب عن قطبا ميلانو، نفس الامر ينطبق علي انديه هامه تاريخيًا كلاتسيو وفيورنتينا وهذه نقطه بالغه الخطوره وتضع كثير من علامات الاستفاهم حول حقيقه طموح هذه الانديه المتخبطه المتذبذبه.

الفريق الذي يُمثل الجنوب "نابولي" دي لاورنتيس، هو في حاله ما بين المشروع الثابت الجيد اقتصاديًا واللا مشروع لعدم تحقيق نتائجه الملموسه والمتوقعه سواء مع والتر مادزاري سابقًا او مع رافائيل بينيتز حاليًا الذي يتخبط فريقه دفاعيًا بصوره حاضره اكثر في المباريات الاوروبيه وهو ما كلفه وكلف ايطاليا خساره مقعد ثالث في دور المجموعات بدوري ابطال اوروبا.