برعاية

الاتحاد البرازيلي يحتكم إلى دونغا للنهوض من الكبوة

الاتحاد البرازيلي يحتكم إلى دونغا للنهوض من الكبوة

    قرر الاتحاد البرازيلي لكره القدم الاحتكام الي كارلوس دونغا لكي ينتشل المنتخب الوطني من كبوته بعدما عينه مدربا جديدا له خلفا للويز فيليبي سكولاري الذي لم يجدد عقده بعد خروج "سيليساو" من مونديال بلاده بهزيمتين مذلتين امام المانيا (1-7) في نصف النهائي وهولندا (صفر-3) في مباراه تحديد المركز الثالث.

"انا سعيد للغايه، شكرا لثقتكم بي"، هذا ما قاله دونغا (50 عاما) الذي كان قائد المنتخب خلال الحمله الناجحه لبلاده في نهائيات مونديال 1994 حيث توجت باللقب علي حساب ايطاليا.

وسبق للاعب وسط فيورنتينا الايطالي وشتوتغارت الالماني وجوبيلو إيواتا الياباني سابقا ان اشرف علي "سيليساو" من 2006 حتي 2010 وقاده في نهائيات مونديال جنوب افريقيا 2010 حيث وصل الي ربع النهائي قبل ان يخرج علي يد هولندا (1-2).

وتابع "المشجعون محبطون جدا في الوقت الحالي لكنهم يساندون المنتخب. انا لست هنا لابيع احلاما، يجب ان نبدا العمل".

وكانت وسائل الاعلام البرازيليه ذكرت في الايام القليله ان دونغا مرشح لخلافه سكولاري، وذلك رغم ان مدرب كورينثيانز السابق تيتي اعتبر المرشح الابرز منذ فتره طويله.

وقرر الاتحاد البرازيلي منذ الخميس الماضي تعيين جيلمار رينالدي منسقا فنيا جديدا للمنتخب خلفا لكارلوس البرتو بيريرا الذي قاد البرازيل الي اللقب العالمي عام 1994 في الولايات المتحده والذي كان مساعدا لسكولاري، مهندس اللقب الاخير عام 2002، في النسخه العشرين التي ودعتها البرازيل بشكل مذل امام جماهيرها.

وكان دونغا استلم الاداره الفنيه للمنتخب البرازيلي من كارلوس البرتو باريرا عقب مونديال 2006 في المانيا، وقاد "سيليساو" الي لقبي كوبا اميركا عام 2007 وكاس القارات عام 2009 قبل ان يقال من منصبه عقب الخروج من الدور ربع النهائي لمونديال جنوب افريقيا عام 2010.

ودافع دونغا عن الوان المنتخب البرازيل كلاعب في 91 مباراه من 1987 حتي 1998 وتوج معه بكاٍس العالم عام 1994 وكاس القارات عام 1997 وكوبا اميركا عامي 1989 و1997 اضافه الي الميداليه الفضيه في اولمبياد 1984.

ويشكل المنتخب البرازيلي المهمه التدريبيه الثالثه لدونغا فقط، اذ انه درب منتخبا وهو دون 23 سنه عام 2008 وانترناسيونال عام 2013 اضافه بالطبع لاشرافه علي المنتخب الاول من 2006 حتي 2010.

وستكون بانتظار دونغا مهمه شاقه للغايه وسط المطالبه بتغييرات جذريه في المنتخب الوطني بعد الهزيمه التاريخيه امام الالمان والتي كانت الاكبر له في تاريخ مشاركاته في نهائيات كاس العالم.

لكن واقع الامور يشير الي ان العديد ان لم يكن غالبيه اللاعبين الذين خاضوا غمار نهائيات النسخه العشرين من كاس العالم قد يحافظون علي مراكزهم في "سيليساو"، باستثناء امثال فريد او الحارس جوليو سيزار، وذلك لانه ليس هناك المتسع من الوقت لاجراء تغييرات جذريه بسبب الاستحقاقين المقبلين، اي كوبا اميركا 2015 في تشيلي ودوره الالعاب الاولمبيه 2016 التي ستقام علي ارضهم في ريو دي جانيرو.

"سمعت في الاعوام الاربعه الاخيره وبشكل متكرر المقوله القديمه حول ان البرازيل تملك افضل كره قدم في العالم وبان كؤوس العالم الخمس التي توجنا بها هي دليل علي تفوقنا، وبان لا حاجه للقلق"، هذا ما قاله نجم المنتتخب السابق زيكو في تحليله لوضع منتخب بلاده، مضيفا "كل ذلك سقط في بيلو هوريزونتي (حيث اقيمت المباراه ضد المانيا). يجب علينا العوده الي الاساسيات، تنفس الصعداء وتحليل ما حصل علي ارضيه الملعب وخارجها".

ويتابع زيكو "حان الوقت لتغيير فلسفتنا. حان الوقت للبرازيل لكي تعترف بانه يجب التغيير... لا يجب علي البرازيليين الاعتقاد بان تاريخهم سيسمح لهم باحراز الانتصارات... لقد اصبحت هذه الايام خلفنا ولا شيء يجسد هذا الواقع افضل من هذه الهزيمه النكراء التي تلقيناها في كاس العالم التي حلموا بالفوز بها امام جماهيرهم".

ولم يكن زيكو الشخص الوحيد الذي طالب بالتغييرات، بل هناك مطالبه من "السلطات العليا" ايضا، اي الرئيسه ديلما روسيف ووزير الرياضه الدو ريبيلو اللذين اعتبرا بان المنتخب الوطني يحتاج الي تغيير بنيوي كبير لكي يتجنب السيناريو الذي عاشه امام الالمان.

ووصل الامر بنجم سابق اخر بشخص روماريو، الفائز بمونديال 1994 والنائب حاليا في البرلمان، بسجن مسؤولي الاتحاد البرازيلي لكره القدم بعد الخساره المذله امام المانيا، متهما اياه بالضلوع في الفساد لان الانديه تنتخب نفس المسؤولين منذ اعوام.

وشدد روماريو علي ان العديد من اللاعبين الذين خاضوا لقاء المانيا لا يجب ان يرتدوا مجددا قميص المنتخب الوطني، مضيفا "من مجموعه اللاعبين الذين خسروا 1-7 وتعرضوا لاهانه من هذا النوع، يجب ان يحرم 80 بالمئه منهم من ارتداء قميص المنتخب الوطني مجددا. ورغم انهم ليسوا الوحيدين الذين يتحملون المسؤوليه، ليس باستطاعتهم ارتداء القميص مجددا لانهم سيحملون الندوب (الناجمه عن الهزيمه التاريخيه) الي الابد".

لكن عمن يتحدث روماريو، فمن المؤكد انه لا يمكن التخلص من لاعبين مثل تياغو سيلفا، دافيد لويز ونيمار الذي لم يشارك حتي في المباراه بسبب الاصابه علي غرار سيلفا الموقوف حينها.

التغيير الجذري مستبعد تماما من ناحيه اعاده "غربله" اللاعبين، وهذا ما اكده سكولاري الذي راي ان المستقبل واعد ل12، 13 او 14 لاعبا من التشكيله الشابه بحسب رايه، وان العديد منهم سيحاول تعويض خيبه 2014 في مونديال 2018 في روسيا.

من المؤكد ان التغيير بدا بسكولاري الذي انهي فريقه مونديال 2014 كصاحب اسوا دفاع بعد ان اهتزت شباكه في 14 مناسبه.

سقطت البرازيل علي ارضها للمره الاولي منذ 39 عاما وكانت في بيلو هوريزونتي ايضا امام البيرو 2-3 في نصف نهائي كاس كوبا اميركا، وتلقت اقسي هزيمه منذ سقوطها امام الاوروغواي صفر-6 في عام 1920 في كوبا اميركا، واستقبلت شباكها 5 اهداف او اكثر للمره الثانيه فقط في النهائيات منذ عام 1938 عندما تغلبت علي بولندا 6-5.

ثم تلقت امام هولندا هزيمتها الثانيه علي التوالي بين جماهيرها للمره الاولي منذ 1940 حين خسرت امام الارجنيتن (صفر-3) والاوروغواي (3-4).

ما هو مؤكد ان بعضا من عناصر كتيبه 2014 ستبقي من الركائز الاساسيه في المنتخب مثل نيمار الذي سيحتفل بميلاده السادس والعشرين في روسيا 2018، فيما سيكون القائد تياغو سيلفا في الثالثه والثلاثين من عمره بعد اربعه اعوام، وسيكون بالتالي في قمه مشواره كقلب دفاع مخضرم.

ولاعبون مثل دافيد لويز ولويز غوستافو واوسكار سيتواجدون علي الارجح مع "سيليساو" في مونديال 2018 والاستحقاق المقبل في كوبا اميركا.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا