برعاية

الاهتمام بأدق التفاصيل وراء نجاح المانيا في المونديال

الاهتمام بأدق التفاصيل وراء نجاح المانيا في المونديال

لم تكن المؤشرات الاوليه جيده بما يكفي لمنتخب ألمانيا قبل كاس العالم لكره القدم.

ففي نهايه مايو/ ايار الماضي دخل الفريق في معسكر في ايطاليا وحينها تم الاعلام عن سحب رخصة القيادة من المدرب يواكيم لوف لمده سته اشهر بسبب سلسله من مخالفات السرعه.

وقبل ذلك بايام حدثت واقعه غريبه للمدافع كيفن جروكرويتز عندما تبول في ردهه فندق كبير في برلين.

كما اشترك لاعبان في حادث سير باستخدام سياره سريعه في اصابه اثنين من المشاه.

وبدات هذه المشاكل في طرح تساؤلات عامه حول مدي انضباط الفريق.

واقيم المعسكر بهدف تجهيز اللاعبين للحراره العاليه في البرازيل لكن في الواقع شهد المعسكر انخفاضا حادا في درجات الحرارة اضافه الي تساقط الامطار بغزاره.

الاستثمارات والتخطيط علي مستوي الناشئين سر نجاح المانيا في كاس العالم

بالصور: لاعبو المانيا يحتفلون بلقب كاس العالم برفقه زوجاتهم

البرازيل تحتفل بفوز المانيا بكاس العالم وتنسي الهزيمه النكراء

وبعد ذلك وخلال مباراه وديه امام ارمينيا قبل السفر الي البرازيل اصيب ماركو ريوس احد افضل لاعبي الفريق في كاحله وتاكد غيابه عن البطوله.

وفي ظل وجود "الجيل الذهبي" لمجموعه من لاعبي المانيا زادت الضغوط علي لوف مع قرب انطلاق كاس العالم.

وشعر 81 مليون الماني انه حان وقت نجاح لوف في احراز اللقب او رحيله تماما عن منصبه في ظل استمرار البحث عن اللقب الرابع في كاس العالم بعد 1954 و1974 و1990.

وبلغ لوف الدور قبل النهائي في اخر اربع بطولات كبري لكنه اخفق في التتويج باي لقب.

وهذا الامر لم يكن كافيا بالنسبه لمنتخب اعتاد علي النجاح.

وهنا السؤال كيف تغلبت المانيا علي كل هذه المشاكل وسحقت البرازيل صاحبه الارض 7-1 في الدور قبل النهائي قبل ان تتفوق 1-صفر علي الارجنتين بعد وقت اضافي في النهائي؟

الاجابه ببساطه هي اهتمام الفريق بادق التفاصيل.

وتحدث لوف الي الصحفيين في مقر معسكر المانيا في سانتو اندري بالبرازيل وعبر عن افكاره مبكرا.

وقال لوف "لدي الخبره الكافيه لادراك ان نفس الامور المثيره للجدل تعيد نفسها في كل بطوله."

واضاف "بكل تاكيد ستكون اراء الجماهير مختلفه حول التشكيله الاساسيه والاسلوب الخططي لكني ساحاول ان ابقي بعيدا عن كل ذلك."

وتعامل لوف ولاعبوه مع كل مباراه من المباريات الست الاولي في البطوله وكانها تمثل خطوه نحو الوصول الي النهائي وبدت الثقه حاضره دائما في الوصول للمحطه الاخيره واحراز اللقب.

ولم تكن الاحتفالات تسيطر علي اجواء المنتخب الالماني بعد كل انتصار في دور المجموعات والادوار الاقصائيه الاولي وكرر لوف كلماته في هذه المناسبات قائلا ان هذا كله غير مهم الا لو توج باللقب.

وكما هي العاده في المانيا اتقن لوف وجهازه الفني الاستعداد بافضل طريقه ممكنه للبطوله. وقضي لوف عامين للتركيز علي التفاصيل بدايه من الاساليب الخططيه ووصولا الي نوعيه النباتات الموجوده.

وجمع 50 طالبا من جامعه كولونيا معلومات عديده عن كل فريق بالبطوله واسلوبه الخططي وابرز لاعبيه.

واهتم مسؤولو الفريق الالماني ايضا بالتاكد من وجود عشب من "امريكا الجنوبيه" في ملاعب المران ومشابه تماما للعشب الموجود في الملاعب البرازيليه.

واختار لوف مقر معسكر المانيا في البرازيل في مكان يقع علي بعد ساعتين بالطيران من ساو باولو وريو دي جانيرو حيث اختارت معظم المنتخبات الاخري الاقامه هناك.

ولزياده تركيز اللاعبين تعاقدت المانيا مع مهندس الماني في البرازيل لبناء 14 فيلا ضخمه وحولها اسوار عاليه وحراسه مسلحه للابتعاد تماما عن اي ازعاج او رعاه او حتي مشجعين وصحفيين.

وقال اوليفر بيرهوف مدير منتخب المانيا للصحفيين ليله نهائي كاس العالم "نحن سعداء انه لم يحاول اي منكم تسلق الاسوار ومحاوله الدخول الي المعسكر. الاجواء كانت مثاليه للفريق للتركيز."

وترك لوف مسافه بينه وبين الصحفيين الالمان المرافقين للفريق والبالغ عددهم حوالي 100 شخص. وعلي عكس ما فعله المدربين السابقين رودي فولر ويورجن كلينسمان لم يتحدث لوف الي الصحفيين في الطائره خلال السفر الي البرازيل للمشاركه في البطوله.

وحتي في البرازيل كانت المعلومات تصل الي الصحفيين عن طريق مؤتمرات صحفيه يوميه نادرا ما حضرها لوف علي مدار خمسه اسابيع كما انه ابلغ الصحفيين انه لا يقرا الصحف الالمانيه وكذلك حال لاعبيه.

وحتي تنقطع الاتصالات تماما بالصحفيين حصل اللاعبون علي ارقام جديده لهواتفهم المحموله قبل البطوله.

وردا علي صحفي غاضب قال لوف "عذرا لم يعد هاتفي القديم معي ولذلك لا يمكنني قراءه الرسائل التي ترسلها لي."

وكان لوف مساعد كلينسمان في تدريب المانيا في الفتره بين 2004 و2006 سببا في حدوث ثوره في اسلوب لعب منتخب بلاده.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا