برعاية

كلاشنكورة: مأساة مارتينو.. برشلونة نصف ميت!

كلاشنكورة: مأساة مارتينو.. برشلونة نصف ميت!

“كلاشنكوره” فقره شبه يوميه، يقدمها موقع سوبر منذ اغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الراي الساخره والجريئه، ومن يبحث عن الموضوعيه والحياديه والرصانه والحصافه فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحه!

افضل شيء حدث لي في هذا الموسم.. انني لست برشلونيا!

فبرشلونه خرج من الموسم بلا حمص! وكل الحمص.. اقصد وكل الفضل! يُنسب الي تاتا مارتينو المسكين رغم انه صديق رئيس وزراء الباراجواي!

منذ خساره برشلونه من اتليتكو واستقاله تاتا، وانا افكر بهذا الرجل، لابد من انه يتمني الان لو ان رئيس وزراء الباراجواي لم يكن يملك رقم هاتفه ليمنحه لروسيل! لابد من انه يتمني لو انه لم يكن يملك هاتفاً اساساً!

لابد من انه يتمني لو انه تلقي مكالمه من نصاب يدعي انه ابن ديكتاتور افريقي! بدلا من مكالمه الديكتاتور الكتالوني الهارب! لابد من انه يتمني لو انه لم يرد علي مكاله روسيل لاي سبب.. حتي لو كان السبب انه وقبل المكالمه بدقائق، تعرض لسطو مسلح، وُجد علي اثره عارياً في الغابه! وبلا هاتف!

لابد من انه يتمني لو انه جاء يدرب في الخليج بدلاً من اسبانيا! علي الاقل الفضيحه هنا، لن تكون في “جلاجل”! لكن ان تخفق مع برشلونه، وفيه كل هؤلاء النجوم بقياده ميسي، قائد المنتخب الذي سينقذ الارض! يشبه كثيراً ان تخسر سباق سيارات وانت تقود فيراري، بينما يقود منافسك المباشر السياره المرحه بومبو!

لكنك معذور، لقد جئت في الوقت الخطا يا تاتا! جئت بعد تيتو.. واخشي ان ياتي بعدك توتو! صحيح ان خروج برشلونه من دون بطوله هو “عدم احترام للعالم الذي نعيش فيه”! لكن خطاك غير الوحيد! انك جئت متاخراً، ويُقال “ان تصل متاخراً خيرا من الا تصل”، حسناً، اظنك نجحت في تغيير المثل! فالا تصل ابداً، افضل من ان تصل وتخفق هذا الاخفاق المخفوق لدرجه الخفقان!

تجربه صعبه جداً علي اي انسان.. فما بالك بانسان صديق لرئيس الوزراء؟! الامر يصبح اصعب عليه بكثير.. فهو من عليه القوم، ولا يتحمل الصفعات علي القفا! لكن تاتا يتحمل بعض اللوم، الم تكن سعيدا بتدريب المنتخبات، تلعب مبارتين او ثلاث في السنه، وتعيش حياتك بالطول والعرض والارتفاع ضرب القاعده يساوي محيط المثلث؟! لماذا فعلت ذلك بنفسك؟! هل لانه “لا يمكن قول لا لبرشلونه”؟! يا سيدي، ان كان برشلونه سيجعل سيرتي علي لسان من يسوي ومن لا يسوي، يُقال له “لا” وبالفم المليان! بل ويُقال له: “اذهب الي الجحيم” ايضاً!

عموما، يبدو ان تاتا عرف انه لن يستمر مع الفريق قبل اعلان ذلك بكثير.. تحديداً، بعد نهائي الكاس الذي خسره فريقه من الريال.. لحظتها عرف انه اخفق، فقد كان امله في الدوري ضعيف حينها ايضاً، وان يخرج برشلونه “هذا”، بلا اي لقب، هو بلا شك اخفاق شديد.. علي وزن اسهال شديد! مارتينو لم يحدث لاعبيه حينها، لانه شعر بالخذلان.. وكما قالت احلام مستغانمي: “لكنه الخذلان علمني ان استغني عنك”! عموما، انصح تاتا بقراءه كتاب “نسيان” لمستغانمي.. لينسي ما حدث!

لكن مارتينو يبدو انه فهم اللعبه متاخراً.. ايضاً! وتبين ان غوارديولا اذكي مدرب في العالم، ليس لانه احرز سداسيه تاريخيه.. بل لانه عرف متي يرحل، ومتي يدرب البايرن! مارتينو قال قبل لقاء تحديد المصير مع اتليتكو: “اذا فزنا.. سيكون اول فوز للفريق كاناس عاديين.. تم تحقيق الالقاب الاخري علي يد فريق من الخارقين”، يبدو ان تاتا كان يشاهد فيلم سوبرمان “مان اوف ستيل” قبل المؤتمر، وتاثر به! هو مؤثر حقاً.. الفيلم وليس التصريح!

فعباره مارتينو لم تؤثر بلاعبيه! لكنها صحيحه، برشلونه غوارديولا، او حتي بعد غوارديولا بقليل، كان مكونا من لاعبين خارقين.. فعلوا شيء يصعب تكراره، الجماعيه والتيكي تاكا والمهارات، لكن اهم من كل ذلك، اهم من التيكي والتاكا والتاكو! انهم كانوا يملكون رغبه غير طبيعيه واصرار شديد وجوع الي الفوز.. او بعباره اخري، وكما كانوا يقولون ويعتقدون: “التاريخ اهم من الفوز”!

هذا ما لم يملكه برشلونه هذا الموسم.. والفيلسوف غوارديولا قال ذلك بعد مغادرته لبرشلونه، واكد انه لم يعد قادراً علي تحفيز اللاعبين.. وجبران خليل جبران قال: “الرغبه نصف الحياه، اما عدم الاكتراث فنصف الموت”، تاتا ورث فريق نصف ميت!

غوارديولا رجل ذكي وذو نظره حقاً، ولا املك ان اقول الا: كم انت كبير يا.. مورينيو!

وداعاً تاتا.. لم تكن مفيداً لبرشلونه، ولا حتي كلاشنكوره!

الهراء المستفاد: ثق في نفسك، وفي انك ستنجح.. لكن يجب ان تعرف ان المنصب الكبير، قد يعني فشل كبير يضاً! حين تاتيك فرصه جيده من دون تخطيط مسبق، ادرسها جيداً.. ومن الجيد ان تتساءل في احيان قليله: ان كان هذا المنصب رائعاً لهذه الدرجه، لماذا تركه صاحبه؟!

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا