زيادة استخدام الطائرات بدون طيار وتفاقم المشكلات
كان قائد طائره لشركه خطوط جويه امريكيه يستعد للهبوط في يوم صاف في مطار تالاهاسي الاقليمي بولايه فلوريدا عندما تجنب باعجوبه ان يصبح مجرد ذكري غير مرغوبه في التاريخ.
وقال جيم ويليامز، الذي يراس مكتب الطائرات بدون طيار في اداره الطيران الاتحاديه (اف.ايه.ايه)، في مؤتمر حول الطائرات بدون طيار بسان فرانسيسكو اوائل الشهر الجاري ان طائره صغيره مموهه حلقت عبر مسار الطائره.
واوضح وليامز ان "قائد الطائره اعتقد ان (الطائرة بدون طيار) كانت قريبه جدا من طائرته لدرجه جعلته علي يقين بانه سيصطدم بها".
ولم يقع اي ضرر جراء حادث اذار/مارس، كما كشف فحص تعرضت له الطائره. ولكن الحادث ركز الاهتمام علي التحديات الحقيقيه التي يشكلها النمو السريع لصناعه الطائرات المدنيه بدون طيار والذي يفوق قدره المنظمين علي التعامل معه.
وقبل ذلك بايام، كان خبراء الطيران في كندا يشعرون بالرعب بعد بث شريط فيديو علي موقع "يوتيوب" تم تصويره من طائره بدون طيار واظهر لقطات مقربه لطائرات ركاب تستعد للهبوط في مطار فانكوفر.
ويقول خبير الطيران مارك ميلر لمحطه (سي.تي.في) : " يمكن لزوج من البط ان يتلف محرك طائرة ... تخيل مدي الضرر الذي يمكن ان تفعله طائره هليكوبتر كبيره، يتم التحكم فيها عن بعد".
وبات استخدام الطائرات بدون طيار الصغيره والخفيفه الوزن التي يتم التحكم فيها عن بعد يحظي بانتشار واسع النطاق، من المزارع الي المصانع، ومن الافلام السينمائيه الي الصيانه، بفضل المكونات الاخف وزنا والبطاريات الاطول عمرا، وتحسن الكاميرات والتقدم في الكترونيات الطيران.
ويستخدم المزارعون الطائرات بدون طيار لمراقبه محاصيلهم، وتستخدمها وكالات الانباء في التقاط مشاهد جويه مذهله، وحتي وكلاء العقارات اصبحوا يستخدمون هذه الطائرات في التقاط مشاهد بانوراميه للاراضي والعقارات.
وتعد الطائرات بدون طيار ذات المنصات الصغيره، التي تطير بالقرب من الارض نسبيا، هي الاكثر شعبيه ، وتستخدم من قبل الهواه والشركات علي حد سواء لتصوير مشاهد جويه مذهله.
وتعتبر شركه "باروت" الفرنسيه رائده في سوق هذا النوع من الطائرات ، حيث اطلقت في الشهر الجاري نموذجا جديدا لطائره بدون طيار تحمل اسم (بيبوب) والتي تتنافس بكاميرا تلتقط مقاطع مصوره عاليه الدقه والوضوح، ونظام استقرار متطور بالاضافه الي مداها البالغ كيلومترين ومده تحليق تصل الي 12 دقيقه.
ويقول ريتشارد بيتيل، مهندس كهربائي يستمتع بالتصوير الجوي لممارسي رياضه ركوب الامواج بجنوب كاليفورنيا، " حتي بضع سنوات كنت في حاجه لطائره هليكوبتر لالتقاط هذا النوع من الصور... لكن طائرات الهليكوبتر مكلفه وصاخبه وتتطفل كثيرا، لذلك تعتبر الطائرات بدون طيار ثوريه للغايه".
واضطر متنزه يوسمايت الوطني الامريكي ذو الشهره العالميه في اوائل ايار/مايو الجاري الي فرض حظر علي جميع الطائرات بدون طيار داخل حدوده. وكان الهواه يستخدمونها في تصوير الشلالات الساحره في المتنزه والتقاط صور مقربه لمتسلقين علي قبه الجرانيت الاسطوريه. وقال مسؤولون ان كثره الطائرات الصغيره تشكل خطرا، كما ان طنينها المتواصل يعمل علي تعكير هدوء المتنزه.
ويعد الاستخدام غير المنظم من قبل الشركات هو الاخر مصدرا للمشاكل بنفس القدر. ورغم ان هناك حاجه لاستخراج تراخيص رسميه لاستخدام الطائرات بدون طيار تجاريا، فان عدم تنفيذ ذلك يمثل تحديا للتشريعات المنظمه حتي بعد تلقي رسائل تحذير رسميه من اداره الطيران الاتحاديه.
ويقول مسؤول اتحادي لصحيفه "وول ستريت جورنال"، "يبدو ان عدد الاشخاص الذين تردعهم التهديدات في تراجع ... لا احد يطلب من اداره الطيران الاتحاديه كيفيه المضي قدما، فقد تحولنا الي النسخه الحديثه من الغرب المتوحش، حيث يظن بعض الناس ان اي شيء يمكن القيام به".
ولم يعر مايك فورتين، الذي يستخدم الطائرات بدون طيار لتصوير الاعلانات التجاريه ، اهتماما لرساله تحذير تلقاها من اداره الطيران الاتحاديه تفيد بانه خرق اللوائح ، بحسب ما ذكره لصحيفه "وول ستريت جورنال".