برعاية

عن أول مدير فني سيدة: دخول المطبخ مش زى خروجه!

عن أول مدير فني سيدة: دخول المطبخ مش زى خروجه!

استيقظت من النوم متأففة اتحسس تليفونى المحمول بعين واحدة وابدأ يومى كعادتى بتصفح الاخبار عبر تويتر وفيسبوك ليمر من أمامى هذا الخبر..

شــاهد ايضــا هيلينا كوستا .. أول سيدة تقتنص منصب المدرب من الرجال

"للمرة الأولى في التاريخ، تتولى سيدة تدريب الفريق الأول لنادي كرة قدم محترف مكون من الرجال، بعد إعلان نادي كليرمونت الفرنسي تولي المدربة البرتغالية هيلينا كوستا تدريب الفريق."

لدى مدونة شخصية على الإنترنت تبلغ من العمر عامين ونصف الآن، كتبت بها نبذة مختصرة عن نفسي لتعريف زائريها بي، وفى أخر سطر من تلك النبذة كتبت "أحلم بتدريب النادى الأهلى ومنتخب مصر".

هذا الحلم الذى سطرته فى مدونتى آملة فى تحقيقه يوما كان ومازال محط سخرية من بعض معارفي وأقاربي أيضا، ربما ليس من العادى او الطبيعى فى مصر او مجتمع شرقى ان يكون شغف "فتاة" هو كرة القدم.. لكن حصل يا سيدى هنعمل إيه يعنى؟! إعتبرنى أخوك يعنى مافيهاش حاجة!

حبى لكرة القدم كان يكبر أمامى من الصغر، العائلة كروية من الدرجة الأولى، أذكر مباريات الأهلى والزمالك زمان والذى كان بمثابة فستيفال عندنا، الكل – سيدات ورجال- يجلس متفرجا امام شاشات التلفزيون متحمسا، أولاد أعمامى وأصدقائى من الذكور كانوا يرضخون لإشتراكى معهم فى اللعب فى الشارع بعد "زن" لساعات متواصلة.. فيه واحد صاحبى لسه بفكره أنا وأصحابى حتى يومنا هذا بالـ"كوبرى" اللى عملته فيه يوم وقفة العيد الصغير من سنين وإحنا بنلعب على البحر فى العجمى!

حلم التدريب لم يفارق ذهنى لحظة منذ ان تركت ممارسة كرة القدم بعد العديد من الإصابات، لم أكن لاعبة "محترفة" بالمعنى الفعلي، سنة فى أكاديمية خاصة بالفتيات ومثلها فى نادى سموحة وأشهر معدودة فى مركز شباب بالمعمورة وكان الله بالسر عليم. لكن على الأقل حاولت ومارستها – فى سن كبيرة- رغم إعتراض الأهل والأصدقاء والناس اللى بيعدوا علينا فى التمرين فى النادى.. فقط كرة القدم هى ما كانت تسعدنى مثلها مثل الكتابة الآن.

وعلى الرغم من محاولاتى الدائمة لتجاهل حلم التدريب بعد فقدانى الأمل فى أن اكون واحدة من ضمن الـ11 لاعب بالملعب، إلا انه يظهر مع كل مرة أرى فيها مثلا طبيبة نادى تشيلسى "إيفا كارنيرو" مع الجهاز الفنى داخل البساط الأخضر.

لا أريد لهذا المقال ان يتحول لدفاع عن حقوق المرأة التى أراها مبتذلة طالما السيدات والفتيات يتعاملن بمنطلق "إحنا ولايا وعايزين حقنا"، فأنا اؤمن بالتعامل كإنسان فقط بغض النظر عن الإختلافات الجسدية بينى وبين أقرانى من الرجال.

وبغض النظر عن فكرة حلمى كفتاة فى التدريب، لكننا فى مجتمع مازال حتى الآن منبهر ويصفق سائلا لعابه لفكرة إن "ميدو" بقى المدير الفنى لنادى الزمالك وهو صغير فى السن!

لكن خلونا نتكلم كفنيين، جملة "إرجعى المطبخ" التى يرددها الشباب مازحين على مواقع التواصل الإجتماعى عند قراءة تغريدة لفتاة قررت التعليق عن شئ يتعلق بكرة القدم هى جملة فى محلها تماما وتعكس وضعنا – أنا والفتيات- ومكاننا الذى فرض علينا طالما قررنا نتدخل فى منطقة الـ18 بتاعتهم.. المطبخ! واللى بتخرج منه زيى مثلا بيبقى أخرها تتمشى فى الصالة او تدخل الـLiving room تتفرج فى صمت وتمشى.

وعلى الرغم من إنى لا احبذ فكرة المقارنة الدائمة بين مصر والبلاد المتقدمة لأنها مقارنة ظالمة ومش فى محلها، لكن برضه فى البلاد المتقدمة الأوروبية لم يتخلصوا من فكرة "المطبخ للنساء" فيما يتعلق بكرة القدم. لكن هما فى ليفل متقدم عننا، عادى تشوف الفتيات فى المدرجات ويشجعن ويتحمسن لكل "شوطة" على الجول، ومتقبلين فكرة وجود "سيدة" حتى لو مجرد طبيبة فى الجهاز الفنى..

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا