برعاية

لماذا بكى هزازي قبل المباراة وماهو موقف الأسطا من الإبعاد؟

لماذا بكى هزازي قبل المباراة وماهو موقف الأسطا من الإبعاد؟

    خلف كل بطولة عمل منظم وشاق وكبير يقوم به اللاعبون والأجهزة الفنية والإدارية لكي يصل الفريق للمنصة العالية ويتوج بالذهب، وخلف كل كأس قصة طويلة ورواية لها أبطال بذلوا الغالي والنفيس لتحقيق هذا الإنجاز.

أبطال قصتنا اليوم إدارة نادي الشباب والجهاز الفني والإداري واللاعبين والجماهير الشبابية التي آزرت (الليوث) منذ بداية البطولة حتى دخول الكأس الغالية إلى معقلهم محمولاً على أيدي الأبطال.

الشباب أقصى بطل الدوري ووصيفه فنال الكأس

بعد أن ودع الشباب كأس ولي العهد على يد النصر بهدف حسن الراهب القاتل في الدقيقة (103) في نصف نهائي البطولة، ومع تضاؤل فرص الفريق في المنافسة على (دوري عبداللطيف جميل) وضعت إدارة الشباب هدفين رئيسين لها وبدأت تعمل على تحقيقهما، كانت التأهل إلى دور الثمانية في دوري أبطال آسيا وتحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين مع محاولة تحقيق المركز الثالث في الدوري، لكن مع مرور الوقت اتضح أن أولويات الإدارة اتجهت إلى الهدفين أكثر من البحث عن المركز الثالث، خصوصا مع تزامن إطلاق الرئيس الوعود للجماهير بأنه تسلم فريقاً بطلاً ولن يسلمه إلا بطلاً ، فبذل الجميع قصارى جهدهم لذلك.

أوقعت القرعة محبي الشباب في حرج وخوف كبيرين، إذ إنها وضعت متصدر الدوري ووصيفه في طريق الشباب، لكن الجزء الواثق من الفريق كان يردد أن من يسعى إلى تحقيق الذهب لابد أن يتجاوز الجميع وهذا هو المبدأ الذي عمل به الشبابيون فواجهوا الباطن في استاد الملك فهد الدولي في دور ال32 وتجاوزوه بنتيجة 3-1 سجل يومها رافينها هدفين ونايف القاضي هدفا، انتقل بعدها الفريق إلى دور ال16 ليواجه بطل الدوري وكأس ولي العهد والذي لم يخسر طوال الموسم إلا مباراة واحدة فكان التحدي الصعب نحو البطولة، فدخل الشبابيون المباراة بمعنويات وتكتيك عال ونجحوا في التقدم بهدفين في أول نصف ساعة عن طريق حسن معاذ وعماد خليلي، فحاول النصر وحاول لكن الدفاع الشبابي المنظم وقف له بالمرصاد حتى نجح يحيى الشهري من تقليص النتيجة بتسديدة من خارج منطقة الجزاء لم تكن كافية لإيقاف قطار الشباب السريع المتجه نحو الذهب وبعد أن تجاوز الشباب خصمه النصر بطل الدوري والكأس اصطدم بالهلال الباحث هو الآخر عن إنقاذ موسمه بآخر البطولات، لكن كتيبة السويح التكتيكية كان لها رأي آخر وخطف رافينها بطاقة التأهل لفريقه بهدف مباغت في الدقيقة (70) صعد (بشيخ الأندية) نحو دور نصف النهائي بعد أن تخلص من أقوى فريقين في الموسم، الطرف الآخر في دور الأربعة الاتفاق الهابط إلى "دوري ركاء" والباحث عن تعويض محبيه عن الإخفاق الكبير متطلعا إلى خطف الذهب من أجل المشاركة الآسيوية، فكان هذا الدوري بنظام الذهاب والإياب، تقابل الفريقان أولاً في الدمام وكاد بابا وايغو أن يقصي الشباب من البطولة بهدفين في وقت باكر صعبت من مهمة (الليوث) الذين نجحوا بإدراك التعادل في الثواني الأخيرة من المباراة برأسية ماجد المرشدي بعد هدف تقليص النتيجة من مهند عسيري، وخرج الشباب بتعادل أشبه بالفوز رفع معنويات لاعبيه وقتل معنويات منافسه، وفي مواجهة الرد في الرياض ظهر الشباب أكثر هدوءاً وتفوق على مستوى المباراة وسجل هدف التأهل والفوز الخبير عمر الغامدي ليطير الشباب إلى النهائي الكبير منتظراً المتأهل من الأهلي والاتحاد، من دون أن يخسر أياً من لاعبيه بداعي الإيقاف.

تأهل الأهلي إلى النهائي بعد أن انتصر على الاتحاد ذهاباً وإياباً بنتيجة إجمالية 5-3، لتأتي المواجهة المرتقبة بين الفريقين والتي لطالما رافقتهما الإثارة الإعلامية في الأعوام الأخيرة والسجال الكبير بين الطرفين، وعلى ذكريات كثيرة يتداولها الطرفان فالأهلاوي يتمسك بذكرى ال45 عاما والتي انتصر يومها الأهلي على الشباب في افتتاح ملعب الملز ونهائي كأس الملك أيضاً، بينما يتغنى الشبابي بخطفه الدوري من أمام الأهلي في المباراة التي تعادلا فيها بهدف لمثله ليتوج الشباب يومها بطلاً للدوري على حساب الاهلي الذي كان بحاجة الفوز، ومابين هذا وذاك اقترب النهائي الكبير.

تقرر إقامة النهائي الذي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين في استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة الملقب ب(الجوهرة المضيئة) بتشريف من خادم الحرمين الشريفين، فاجتمعت الحوافز الثلاثة المتمثلة في التشريف الملكي الكبير أولاً وافتتاح المدينة الحلم وتحقيق الكأس الغالية.

فحظي النهائي بتغطية وأهمية أوسع من كل النهائيات المحلية السابقة، وجاء النقل التلفزيوني المفتوح لجميع الدول العربية مكملاً لما سبق، فاتجهت أنظار الشعوب العربية كافة نحو (عروس البحر الأحمر) واستادها الجديد.

أجرى الفريق الشبابي تدريبين فقط قبل مغادرته إلى جدة كان الأول استرجاعياً بعد تجاوز الاتفاق، والثاني كان الرئيسي والذي اجرى فيه السويح مناورة للاعبين إتضحت من خلالها معالم التشكيلة الشبابية، وأعلن بعدها عمار السويح قائمة ال18 لاعبا التي سيدخل بها المباراة على أن يرافق باقي اللاعبين زملاءهم من أجل المشاركة في التتويج، وشهد الإعلان إبعاد الثلاثي نايف هزازي وعبدالله الأسطا وعبدالمجيد الصليهم، على الرغم من المطالبات الواسعة والملحة التي واجهها السويح بالزج بالأسطا في الظهير الأيسر لكن التونسي كان له رأي مختلف، وبعد نهاية التدريب طلب نايف هزازي الاجتماع مع رئيس النادي والمدرب وطالبهم خلال الاجتماع بمنحه فرصة المشاركة آخر ربع ساعة من المباراة لكن طلبه قوبل بالرفض التام من الرئيس والمدرب مما جعل اللاعب يذرف الدموع لحرمانه من المشاركة في هذا النهائي الفريد من نوعه كونه يأتي في الملعب الجديد، أما الأسطا فظهر راضياً يدعو لزملائه اللاعبين، إذ علق على الإبعاد قائلاً: "هو رأي المدرب وأحترمه، الاهم ان يكسب الشباب حتى لو لعب بالناشئين".

بينما رفض عبدالمجيد الصليهم التعليق على الإبعاد محترماً رأي مدربه.

البعثة الشبابية تغادر إلى جدة ظهراً وتتدرب على الجوهرة

غادرت البعثة الشبابية إلى جدة ظهر الأربعاء وحظيت باستقبال كبير من محبي ومشجعي النادي الذين تواجدوا بكثافة لتحفيز لاعبيهم قبل النهائي الكبير ورددوا الأهازيج احتفاء بقدوم فريقهم، لتستقر البعثة في الفندق ويعقد المدرب التونسي مؤتمراً صحافياً تحدث فيه عن المباراة النهائية قبل ان يتوجه مع اللاعبين إلى استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية لخوض التدريب الختامي قبل النهائي كأول فريق يتدرب على الملعب الجديد، وكان التدريب ترفيهياً وللتعود على أرضية الملعب أكثر من كونه تكتيكياً، وفور نهاية التدريب عادت البعثة إلى مقر سكنها للاجتماع مع المدرب ورئيس النادي قبل النوم.

فور وصول بعثة الفريق لمقر السكن كان في استقبالهم حشد جماهيري كبير هتف لهم مطالبة الإدارة بتذاكر المباراة، وبقيت الجماهير حتى طلوع الفجر على أمل الحصول على التذاكر أمام بوابة الفندق، وفي يوم المباراة قامت الإدارة بتوزيع التذاكر على مجلس الجمهور الذي تواجد عند بوابات الاستاد لتوزيع التذاكر على مشجعي الشباب، وعلى الرغم من خروج بعثة الشباب باكرا إلى الاستاد إلا انها واجهت أزمة مرورية ولم تصل إلا قبل المباراة بساعة واحدة فقط على غير العادة وهو ما أغضب المدرب كثيراً، إذ ظهر مرتبكاً من هذا التأخر وطالب اللاعبين فور وصولهم بالنزول إلى أرض الملعب الذي كان حينها يكتظ بأكثر من 60 ألف مشجع، وعند دخولهم الملعب قابلتهم الجماهير الشبابية بعاصفة ترحيب.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا