برعاية

اقدح.. يا بخت من يقدح!

اقدح.. يا بخت من يقدح!

    في حوار تلفزيوني جرى قبل نحو شهر قلت للصديق خالد الزيد عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم: أنتم اتحاد ضعيف وهش، وبسبب ذلك فأنتم تفقدون احترام الوسط الرياضي، وما كدت أكمل عبارتي حتى ارتسمت على ملامحه وهو الهادئ كجبل جليد علامات الاستياء وبدا أنه يريد مقاطعتي.

لم أدعه يفعل ورحت مفصلاً؛ فوقفت على ضعف قرارات الاتحاد، وتهافت خطابه، وتباين قراراته، وتخبط لجانه، وخلصت إلى حقيقة أن الاتحاد هو السبب الرئيس في فوضوية المشهد الرياضي، حيث فقد الاتحاد هيبته، وأضاع بوصلته، فراح يتخبط بقرارات ارتجالية، وأخرى بدت وكأنها مفروضة عليه، ورحت أسوق المثال تلو الآخر بما يؤكد حقيقة ذلك.

ما كدت أنهي كلامي حتى بدأ الزيد في معارضته، معدداً نجاحات الاتحاد، وتميز لجانه، مقدماً الشاهد تلو الشاهد، وقاذفاً بالدليل وراء الدليل، بما يقوي وجهة نظره، ويدفع بالاتهام عن اتحاده، وللحقيقة فقد كنت أقاطعه إما بسؤال يدحض آراءه، أو برد يعارض وجهة نظره؛ إذ بدا لي أنه يتحدث عن اتحاد آخر غير الذي نعرفه، ونرصد يومياً تصدعات بنيانه الذي بات يكشف أكثر مما يستر.

أيام قليلة من انتهاء ذلك البرنامج حتى جاء التصريح "القادح" للبلطان، فكان بمثابة اختبار حقيقي لقوة الاتحاد، ومدى قدرته على مواجهة مثل هذه الريح العاتية، فكان الارتباك سيد الموقف، والذي بدأ بتصريح رئيس لجنة الانضباط إبراهيم الربيش والذي قرر العقوبة قبل النظر فيها، ومن ثم في الاجتماع للقرار الذي عقد لأجل البلطان متجاوزين مخالفات كثيرة وقعت قبل تصريحه، وكذلك في البيان الإلحاقي الذي ظهر فيه الانتقامية والاستهداف عبر الاجتهاد مقابل نص القانون.

الارتباك بلغ حده لدى الاتحاد وهو يقف متفرجاً أمام تحدي البلطان بصعوده للمنصة والتتويج بالكأس، ولم يكتفِ بذلك بل كسر القرار بنزوله لحدود الملعب أثناء سير المباراة ولوسط الملعب بعدها، ليثبت بذلك قولاً وعملاً تصريحه الذي سبق المباراة حين قال "اقدح من راسي والكاس كاسي"، والذي كرره بعد المباراة مخاطباً لجنة الانضباط بكل زهو وتحدٍ: "القامات لا تنحني، وأنا أصرح من قلب المنصة ومن قلب الحدث وأقدح من راسي"!

نتفق أو نختلف مع البلطان ليس هذا صلب الموضوع الآن، لكن ما يجب ألا نختلف فيه ولا نكابر عليه أن رئيس الشباب كشف -بالفعل- هشاشة هذا الاتحاد وضعفه، وذلك على طريقة "اللي ما يشتري يتفرج" حيث شاهد الجميع رسوب اتحاد الكرة في اختبار القوة، سواء في قوة القانون أو قوة الشخصية، وهو ما جعله فاقداً للأهلية أمام الوسط الرياضي بكل شرائحه.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا