برعاية

تحليل | 5 اختلافات ما بين تشيلسي مورينيو 2004 و 2014

تحليل | 5 اختلافات ما بين تشيلسي مورينيو 2004 و 2014

يستعد نادي تشيلسي لمواجهة حامية الوطيس أمام أتليتكو مدريد على ملعب الأخير "فيسنتي كالديرون" في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا غدًا الثلاثاء.ويمكن القول أن بطولة دوري أبطال أوروبا أصبحت هي البطولة الوحيدة المتبقية لتشيلسي هذا الموسم بعد خروجه من مسابقات الكؤوس المحلية، وابتعاده عن المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز عقب خسارته على أرضه ووسط جماهيره أمام سندرلاند بهدفين دون رد.الخسارة أمام سندرلاند كانت مفاجأة وتاريخية بكل المقاييس، كونها كانت الأولى للمدرب البرتغالي لتشيلسي جوزيه مورينيو على ملعب "ستامفورد بريدج" في الدوري الإنجليزي، سواءً في حقبته الأولى عام 2004 أو في حقبته الحالية.ففي عام 2004 خطط مالك تشيلسي رومان أبراموفيتش بعد سيطرته على النادي في العام السابق، وضع "البلوز"  ضمن مصاف عمالقة أوروبا في العام التالي، بتعاقده مع مورينيو بعد قيادته بورتو للفوز بدوري أبطال أوروبا، حيث وضع تحت يده ميزانية ضخمة لتطريز الفريق بالنجوم للمنافسة على الألقاب، في وقت لم يكن هناك أندية قوية "ماليًا" تنافس الملياردير الروسي على الصفقات كما هو الحال حاليًا.تعاقد مورينيو مع عدد كبير من اللاعبين، فجلب ديديه دروجبا وتياجو ومايكل إيسيان وماتيا كيزمان، ريكاردو كارفاليو، وباولو فيريرا، ليشهد هذا الموسم ميلاد فريق عملاق بتتويجه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى له منذ 50 عامًا وبأرقام قياسية لم يُحققها فأي فريق حتى الآن. تعالو معًا في هذا الموضوع نتناول بالتحليل أبرز 5 فوارق فنية بين "مورينيو 2004" و "مورينيو 2014" ..1.

الاستقرار الهجوميالاستقرار الهجوميلم يحتاج مورينيو لفترة كبيرة للتأقلم على أجواء الكرة الإنجليزية عندما تعاقد معه تشيلسي، إذ كان يفهم جيدًا الطريقة المثلى لتحقيق النجاحات في "مهد كرة القدم"، حيث تميز تشيلسي في هذا الموسم بالاستقرار الفني خصوصًا على مستوى خط الهجوم الذي كان بطله الأول الإيفواري ديديه دروجبا بعد قدومه من نادي مارسيليا.دروجبا كان العنصر الأساسي لمورينيو في مركز الهجوم، مع الاستعانة في أوقات قليلة بالأيسلندي جوديونسون، فتوليفة مورينيو سواءً على الأطراف أو من وسط الميدان، كانت تُخدم على دروجبا بالكرات العرضية التي كان يتسم بها تشيلسي أو بالاختراقات على الأطراف، وهو ما ساهم في نجاح اللاعب هذا الموسم بفضل قدرته الكبيرة على انهاء الهجمات وتسجيل الأهدافاختلف الأمر في "الحقبة الثانية" لمورينيو، فلا يمكن لأحد تأكيد من هو المهاجم الأساسي للبلوز، فبعد فشل التقني البرتغالي في جلب واين روني في بداية الموسم لم يجد خيار سوى صامويل إيتو، لكن المهاجم الكاميروني لم يستطع القيام بالدور الذي كان يقوم به دروجبا، وهو ما جعل مورينيو في حيرة كبيرة، فتارة كان يعتمد على إيتو وتارة أخرى اعتمد على توريس وديمبا با، وهو ما أثر بالسلب على المردود الهجومي للفريق هذا الموسم "باعتراف مورينيو نفسه"، فالمدرب البرتغالي لم يجد ضالته بعد بسبب عدم الاستقرار على مستوى الهجوم وهو ما انعكس حتى على طريقة لعبه.   2.

الدعم الهجومي من الوسطالدعم الهجومي من الوسطتشيلسي كان يتفاخر في عام 2004 بامتلاكه أقوى خط وسط ليس فقط في إنجلترا بل في القارة الأوروبية بوجود الثلاثي "لامبارد، إيسيان، مكاليلي"، وهو ما جعل مورينيو يلجأ للطريقة التكتيكية المعروفة باسم "شجرة الكريسماس" 4/3/2/1، لكن ظل دور فرانك لامبارد هو الدور الأهم والأبرز في خط الوسط. لعب لامبارد في هذا الموسم كل مباريات الدوري الـ38 للموسم الثالث على التوالي، وقدم أروع مواسمه على الإطلاق، بفضل المساندة الهجومية التي كان يقوم بها من خلال التقدم للأمام ودعم دروجبا والأطراف، واستغلال قوة تسديداته، إذا كان من قلائل لاعبي الوسط "الهدافين" حيث سجل في الدوري الإنجليزي فقط في ذاك الموسم 13 هدفًا، وقد اختير في هذا الموسم كثالث أفضل لاعبي العالم.لكن هذا التوهج الرائع للامبارد في هذا الموسم ما كان ليكون لولا وجود صخرة الوسط الفرنسية "مكاليلي" الذي استغنى عنه ريال مدريد "بحماقة"، فمورينيو بنى خططه على مكاليلي، حيث كان يُشكل حماية رائعة لرباعي الدفاع بقدرته الفائقة على التغطية العكسية وافساد هجمات الخصم، وهو ما أعطى لامبارد الفرصة للمساندة الهجومية.هذه هي النقطة المفقودة في تشيلسي، صحيح أن لامبارد مازال موجودًا في تشكيلة تشيلسي، لكنه لم يعد لامبارد 2004، ولم يستطع أحد في تشيلسي حاليًا تقديم نفس الدور الذي كان يلعبه لامبارد في المساندة الهجومية، فميكيل وماتيتش لديهم نزعة دفاعية أكبر، لذلك غاب الإبداع "الهجومي"  من الوسط عن تشيلسي هذا الموسم عكس موسم 2004/2005.3.

الواقعيةالواقعيةكما هو معروف فمورينيو مدرب واقعي ومتحفظ، لا يبحث عن المتعة بقدر النتيجة والانتصار، وهو من نوعية المدربين المحافظين يريد لفريقه أن يكون بصبغة دفاعية، وقد برز ذلك في موسمه الأول حتى قال ذات مرة أنه فاز كثيرًا "بهدف دون رد" وهذا هو الذي يُريده.هذه الواقعية تجسدت في أرقام تشيلسي في هذا الموسم، فلم تستقبل شباكه سوى 15 هدفًا في 38 مباراة وخرج بشباك نظيفة في 25 مباراة وهي أرقام قياسية لم تتكرر، بالاضافة إلى الانتصارات والرقم المسجل باسم تشيلسي بتحقيقه 91 نقطة.صحيح أن مورينيو خاض عدة مباريات هذا الموسم بتحفظ دفاعي خصوصًا أمام الفرق الكبيرة كمباراته أمام بايرين ميونخ في السوبر ومباراة مانشستر يونايتد على ملعب "الأولد ترافورد" ومباراة مانشستر سيتي على ملعب "الاتحاد"، إلا أنه في بعض المباريات هذا الموسم كان يُجازف بالهجوم بالدفع بمهاجميه الثلاثة في أكثر من مباراة، كما حاول تقديم كرة قدم جميلةوالتخلي عن الواقعية واللعب للفوز فقط التي كانت سمته الأساسية في 2004، لكنه لم ينجح.4.

دور الأجنحةدور الأجنحةالأجنحة في فريق مورينيو 2004، كانت صاحبة الدور الأكبر في الهجوم في وجود كلٍ من "آريين روبين، جو كول، داميان داف"، حيث بنيت عليهم استراتيجية مورينيو الهجومية، وشاهدنا كيف كانت تشكل أجنحة تشيلسي رعبًا للفرق المنافسة بسبب قدرتهم الكبيرة على خلخلة أي دفاع وإمداد دروجبا بالتمريرات الدقيقة، وفتح مساحات لتقدم لامبارد. هذا الموسم تغير فكر مورينيو الهجومي، بحيث أصبح يعتمد بشكل كبير على الاختراق من العمق عن طريق البرازيليين أوسكار وويليان، وأصبح هازارد اللاعب الوحيد الذي يعتمد عليه مورينيو على الطرف الأيسر، حتى أن مدرب ريال مدريد السابق دائمًا ما يُطالب اللاعب رقم 10 بواجبات دفاعية، وهذا هو السبب في قيامه بالاستغناء عن خوان ماتا، لكن الحال لم يكن كذلك في السابق فروبين وكول كانت كل مهامهم هجومية مع دروجبا، في ظل قدرة "إيسيان ومكاليلي ولامبارد" على تغطية تقدمهم بمثالية.مورينيو سعى لاعادة منهجه السابق عندما تعاقد مع شورله في بداية الموسم ومحمد صلاح في فترة الانتقالات الشتوية، لكن الدور الأكبر لشورله لم يكن على الطرف بقدر ما كان في السقوط دائمًا خلف المهاجم الأمامي، كما لم ينجح مورينيو في إيجاد التوليفة الصحيحة التي تخدم طريقة لعبه حتى الآن.5.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا