برعاية

كلاشنكورة: تهمة برشلونة الجديدة.. رُهاب مثليي الجنس!

كلاشنكورة: تهمة برشلونة الجديدة.. رُهاب مثليي الجنس!

“كلاشنكورة” فقرة شبه يومية، يقدمها موقع أبوظبي الرياضي منذ أغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الرأي الساخرة والجريئة، ومن يبحث عن الموضوعية والحيادية والرصانة والحصافة فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحة!

هذا المقال للكبار فقط، غادر الصفحة إن لم تتجاوز الـ16 من عمرك، أو إن كنت من عشاق الرصانة والاحتشام.. غادر إن كنت من عشاق برشلونة الرصين والمحتشم!

لا أعلم ماذا أفعل، أقسم على أني كنت أريد أن أتحدث عن أشياء تتعلق بالريال وتشيلسي، وتأهلهما.. وكيف أخرس مورينيو بعض الأفواه! وعن علاقة الحب التي تجمع مدافعي الريال بمهاجمي دورتموند.. والتي نتج عنها هدفين توأم لدورتموند! ما يعني أن الحب لم يكن عذريا!

لندخل في الموضوع.. بارتوميو استهزئ بالاتهامات التي ظلت تلاحق برشلونة، وسخر منها، ووصف بعضها بالإشاعات التي انتهت، وما بقي مجرد اتهامات سيتم دحضها! ليفهمني أحد الأمر، إن كانت مسألة الفساد والتهرب الضريبي في قضية نيمار شائعة، لماذا قبل القاضي الدعوى المقدمة أساساً من رجل برشلوني شريف؟! ولماذا هرب إلى لندن روسيل الرئيس البرشلوني “الشريف” أيضاً؟!

لنصل إلى مربط شاكيرا! أقصد مربط الفرس.. بارتوميو قال ساخراً: “نحن نتوقع أن تكون التهمة التالية: وجود مثلي الجنس في صفوف الفريق”! من عنوان الخبر عرفت أن حلقة كلاشنكورة ستكون عنه! فهو خبر غابت عنه الرصانة البرشلونية التي تشدق بها روسيل دائماً، قبل أن يأتي “موسم الهجرة إلى الشمال”! ولنبدأ الآن تحليل هذه الجملة تكتيكيا! تشعر وأنت تقرأها، إن فيها متعة، فيها تيكي تاكا! فيها استحواذ! تشعر أنه تصريح “من كوكب آخر” لا برشلونة فيه! تشعر أنه تصريح فيه “عدم احترام للعالم الذي” يعيش فيه الشواذ!

أولاً، كون الإنسان مثلي الجنس لا يعتبر جريمة في إسبانيا، لذلك أن يكون لديك لاعب شاذ أفضل من أن يكون لديك لاعب متهرب من الضرائب! وهنا أتحدث عن أنه أفضل على الصعيد القضائي، وليس على الصعيد التكتيكي أو العاطفي! ثانيا، بهذا التصريح أنت ساويت بين الرجل الفاسد، والرجل الأنثوي! وهذا ما سيغضب الاتحاد الأوروبي للرياضيين المثليي الجنس! على فكرة، هذا اتحاد حقيقي.. أنا لا أسخر! ليس هذا الاتحاد فقط، فهناك عشرات، بل ومئات المنظمات والجمعيات والاتحادات الخاصة بمثليي الجنس، للدفاع عنهم وعن حقوقهم في ممارسة شذوذهم! برشلونة صمد في وجه كل الفضائح السابقة، فهل يستطيع الصمود في وجه الإعصار الشاذ؟!

قبل عام حين كان مورينيو في الريال، وقبل إحدى مباريات فريقه الأوروبية، لم يسمح مفوضي الاتحاد الأوروبي للاعبين بتجريب الكرة الجديدة، فما كان من مورينيو إلا أن وصفهم بـ”الشواذ جنسياً”! فثار الاتحاد الأوروبي للرياضيين المثليين، وأكد أنه سيقاضي مورينيو بتهمة “الرهاب من مثليي الجنس”، أو ما يُسمى “هومو فوبيا”، وأعتقد: جميعنا نعرف كلمة “فوبيا”، وبعضنا فقط يعرف كلمة “هومو”! خاصة المتابعين للمواقع الثقافية.. المحظورة!

عموما، الـ”هوموفوبيا” يعتبر في أغلب دول أوروبا نوع من أنواع التمييز، مثله مثل التمييز الديني، أو العرقي.. نائب رئيس الاتحد المثلي قال حينها: “الرهاب من المثليين أمر غير مقبول، فما بالكم إن كان في الرياضة؟”، يجب توجيه السؤال لبارتوميو! لكن مهلا إن كان مورينيو وصف مفوضي الاتحاد بالشواذ، فتخيل بماذا وصف رؤساء الصحف المدريدية؟! ربما يكون قد وصفهم بالخنازير.. الشاذة!

صراحة، وأرجو أن يعذرني اتحاد الرياضيين الشواذ! أحببت بارتوميو رغم أنه ترأس منذ شهرين، بينما روسيل أمضى سنين ولم أحبه! هذه هي التصريحات يا رجل، دع عنك الرصانة والأخلاق وهذه الأمور، تصرف على طبيعتك.. هذا سبب حب الناس لمورينيو وكاسياس! ثم يا بارتوميو، ما أداراك أنه لا يوجد شواذ في النادي؟! بحسب روسيل، الشيء المؤكد وجود ديك واحد!

عموما، هناك مئات الموظفين في النادي، ومن الطبيعي أن يكون من بينهم مثليين.. ولا أعلم لماذا، طوال كتابة هذا المقال وأنا أفكر بالفيديو كليب ذو الميول المثلية لشاكيرا وريهانا! شيء غريب؛ فشاكيرا ليست برشلونية! هل خطر الفيديو ببالي لأن حبيبها برشلوني؟ لا يمكن، فبيكيه لا صفة رسمية له مع أم ميلان، إنه مجرد “بوي فريند”!

لماذا أركز على شاكيرا.. ربما خطر الفيديو ببالي لأن ريهانا نفسها ضد الرهاب من مثليي الجنس، وأكدت ذلك حين قالت سابقاً: “لدي الكثير من الأصدقاء الشواذ”! لا، لا يمكن أن يكون هذا هو السبب، فريهانا لم تكن تتحدث عن لاعب برشلوني!

الهراء المستفاد: كن طبيعيا يحبك الناس، أو أغلبهم بالأصح.. أو نصفهم على الأقل! ولا تعامل الناس بناءً على أمور لا علاقة لك بها، ولا تضرك، مثل الدين والعرق والجنسية وحتى الجنس.. عاملهم كما يعاملونك، واتركهم في حالهم، يتركوك في حالك، ومن ثم نعيش جميعاً بسعادة حتى النهاية!

ملاحظة: كتب هذا المقال قبل خروج برشلونة من دوري الأبطال أمس على يد أتليتكو مدريد، لكن بعد المباراة كان هناك مقال “كلمتين عالواقف: العشب وجززناه.. هل نحضر لكم فطائر محلاة؟!“.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا