برعاية

كحيلان القوة العاشرة التي لا تعرف المستحيل

كحيلان القوة العاشرة التي لا تعرف المستحيل

خطفته الرياضة من السياسة عنوة، ومعها بزغت شمس رياضي محنك، ومن خلالها عادت أشعة الشمس إلى الإشراق من جديد، انتشل معشوقه من مرحلة الوهن، وقطع على نفسه وعدا بعودة فارس نجد إلى سابق عهده منذ أول يوم دلفت قدماه بوابة النادي إبان تنصيبه رئيسا للعالمي، وماهي إلا سنوات قلائل، حتى تحققت الوعود، وتتالت الإنجازات واحدة تلو الأخرى.

ربما يخفى على الكثير أن ارتباط الأمير فيصل بن تركي بمعشوقه العالمي لم يكن وليد اليوم أو حتى الأمس القريب، فكحيلان عشق النصر منذ نعومة أظافره وكان قريبا منه حتى وهو في سنوات عمره الأولى، وظل على تواصل مستمر مع الفريق طوال فترة إقامته في المنطقة الشرقية مع والده الأمير تركي بن ناصر، وظل قلبه شغوفا بالفارس حتى وهو في غربته أثناء دراسته الجامعية في أمريكا.

كحيلان ما بين الإدارة والسياسة

بمجرد أن أنهى فيصل بن تركي دراسته في المرحلة الثانوية، حزم حقائبه متجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليدرس في مجال إدارة الأعمال الذي أنهاه بنجاح، وحصل على درجة البكالوريوس بامتياز ، ليعود إلى أرض الوطن مجددا، حيث قضى قرابة ستة أشهر ، بعدها عاد من حيث أتى وإلى أمريكا تحديدا، ليكمل مرحلة الماجستير ، لكن المفاجأة هذه المرة ان التخصص لم يكن في مجال الإدارة، وإنما في السياسة بعدما استطاع الأمير بندر بن سلطان إقناعه بدراسة المجال السياسي والانخراط في عالمه العجيب الغريب، ولم يتوان كحيلان في طلب ورغبة خاله ومعلمه، حيث لم تمض ثلاث سنوات حتى أنهى مرحلة الماجستير في العلوم السياسية الدولية في جامعة (جون هوبكنز) كلية (سايز)، وهذه الكلية لم يتخرج فيها من قبل سوى أربعة سعوديين من ضمنهم الأمير بندر بن سلطان، ونقل فورا إلى سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن، وعين مستشاراً للأمير بندر.

وبعد عام تقريبا تم تعيينه نائبا لرئيس الشؤون السياسية، واستمر فيصل بن تركي في هذا المنصب حتى عودة الأمير بندر إلى السعودية، وعاد معه بعد سنوات من العمل المضني والمثمر.

بعد عودة الأمير فيصل بن تركي إلى أرض الوطن اقترب من النصر أكثر من أي وقت مضى، وظل هاجسه - الذي لا يفارق مخيلته - عودة عشقه إلى سابق عهده، وربما كانت خطواته الرامية إلى انتشال فريقه المثقل بالجراح تسابق أنفاسه ودقات قلبه، رغم أنه لا يزال خارج نطاق الرسمية في النادي.

فتقمص أدوارا سرية وجوهرية، لم يكن لها أن تظهر آنذاك بسبب رغبته الشخصية في البعد عن الازدواجية في الأدوار ، والعمل بعيدا عن أعين الإعلام، وربما كانت هذه الخطوة، رسالة واضحة لبعد نظره، واستشرافه مستقبلا مشرقا ينتظر فارس نجد.

لن ينسى النصراويون على الإطلاق أهم سنة في تاريخ العالمي خلال العشرين عاما الأخيرة، المتمثلة في العام 2009، حيث تم تنصيب الأمير فيصل رسميا رئيسا للنصر ، ومع أول أيامه في الرئاسة بدأت أحلام جماهير الشمس تنمو شيئا فشيئا، خاصة بعد أن أطلق كحيلان تصريحه الشهير "أهدف إلى جعل النصر أفضل نادٍ في القارة، وإعادته إلى العالمية مجددا".

صفقات تاريخية ونتائج مخيبة للآمال

عمل الأمير فيصل بن تركي خلال فترته الرئاسية وتحديدا في السنوات الأولى منها على دعم العالمي، وتجهيزه بالعديد من الصفقات التاريخية سواء كأجهزة فنية أو لاعبين محليين وأجانب، وبذل الغالي والنفيس، لكن جاءت الرياح معاكسة لطوحه وهواه، ولم يظهر الفريق بمستوياته المعروفة وظل يراوح مكانه مع تغير طفيف.

الأمر الذي سبب ضغطا مباشرا على الرئيس الشاب والطموح، لكن كان لعزيمة الرجال الأشاوس دور كبير ، حيث استطاع كحيلان أن يكسب الرهان.

لأجل عين تكرم مدائن ولأجل العالمي يهون المرض

النتائج المخيبة للآمال ببداية عهده في الرئاسة سببت له بعض المشاكل الصحية خاصة مع الضغوط الجماهيرية والإعلامية التي ظلت ترقب وعده في أول يوم له في رئاسة النادي بتحقيق البطولات وإعادة الفريق لجادة الانتصارات.

الأمر الذي أنهك قواه، وجعله طريح الفراش إثر عارض صحي ألزمه السرير الأبيض خارج المملكة، وما هي إلا فترة وجيزة حتى عاد مجددا والأمل يحدوه لتنفيذ وعوده وإسعاد جماهير ناديه، والتصدى للمهمة وحده بعد ان باع الكثير من أملاكه الخاصة، وحينها أطلق مقولته الشهيرة: "بعت أملاكي الخاصة لعيون العالمي".

لم يرضخ للضغوط وطلب من والده إكمال المهمة مع تزايد الضغوط عليه، وبعد عودته من رحلته العلاجية، طلب والده الأمير تركي بن ناصر منه أن يتنحى عن رئاسة النادي حفاظا على صحته، واحتراما لمسيرته مع الكيان التي أساء لها بعض المحبين في ذلك الوقت، لكن ذلك كله لم يزده إلا إصرارا وعزيمة على المضي قدما نحو هدفه المنشود.

طالما أيقن فيصل بن تركي أن الغرس لا بد له من قطاف، وغرسه كان محفوفا بالبذل والعناية والعطاء ، فقد كان قطاف عرقه وبذله ذهبا خالصا.

فمع بواكير العام الجديد 2014 تم تتويج النصر رسميا ببطولتي الدوري والكأس بعد غياب طويل عن منصات التتويج، عادت على إثرها الحياة لملايين العاشقين حد الثمالة للعالمي، ومن خلالها أنصفت التضحيات الكبيرة لرجل الإنجاز الأول "كحيلان" وابتسمت له بعد طول خصام.

القوة العاشرة وفترة الرئاسة الثانية

عمل الأمير فيصل بن تركي خلال فترته الرئاسية الأولى التي انتهت بنهاية الموسم الحالي، دفع بمحبي العالمي وأنصاره إلى المطالبة باستمرار "القوة العاشرة" ورجل المهام الصعبة والمستحيلة "كحيلان" فترة رئاسية مقبلة، فما قدمه الرئيس الاستثنائي يعد إنجازا .نصراويا غير مسبوق على مدار العقدين الماضيين من الزمن.

الأمير فيصل بن تركي بن ناصر

مواليد 1973 في العاصمة الرياض.

والده هو الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود ووالدته هي الأميرة نورة بنت سلطان بن عبدالعزيز آل سعود.

يشغل منصب رئيس نادي النصر السعودي, الذي يترأس مجلس إدارته منذ عام 2009, وكان قبل ذلك قد عمل نائباً للرئيس عام 2008 كما كان قبل ذلك عضواً داعماً للنادي العاصمي.

اشتهر بلقب كحيلان الذي أطلقته جماهير النصر بعدما تكفل باقامة حفل تكريم للأسطورة ماجد عبدالله.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا