برعاية

إدارة النصر.. الإنجازات تولد من رحم الصراعات

إدارة النصر.. الإنجازات تولد من رحم الصراعات

    جاء تحقيق النصر للقب دوري (عبداللطيف جميل) ليمثل الحدث الأبرز في مسيرة النادي منذ 20 عاماً، بعد سنوات عجاف عانى منها النادي وتسببت في موجات متلاحقة من التغييرات الإدارية والفنية وحتى الشرفية، وسط ضغوط جماهيرية تتزايد موسماً بعد آخر.

المعارضون دفعوا الإدارة للتحدي.. والسلهام والقريني بقيا مستشارين

ولأن لقب الدوري هو الأهم بالنسبة لفرق كرة القدم، باعتباره البطولة الأصعب التي تتطلب مثابرة ونفساً طويلًا، فإن فرحة النصراويين جاءت مختلفة بهذه البطولة، ولم ينسهم اللقب المهم الذي حققوه قبل شهرين من أمام الهلال وهو لقب كأس ولي العهد، تعزيز الجهود للظفر بالدوري، بعد أن رسموا استراتيجية النصر، وشقوا طريق الذهب، وأجمعوا على أن هذا الموسم لابد أن يكون موسمهم.

ولم يشكل هذا الموسم تحدياً كبيراً للاعبيه ومدربه الأورغوياني دانيال كارينيو، ولا حتى لجماهيره الغفيرة، التي احتلفت بجنون وحولت الهدوء إلى صخب يعم كل أرجاء الملاعب التي زارها فريقها، إذ كان التحدي الأكبر أمام إدارة النادي بقيادة الأمير فيصل بن تركي الذي تعهد بإعادة الفريق لموقعه الطبيعي بين فرق النخبة.

في اليوم ماقبل الأخير من شهر أبريل من العام 2009، تخلى الأمير فيصل بن عبدالرحمن عن منصبه من رئاسة النادي بعد أن عانى كثيراً من أجل إعادة الفريق، وهو الرئيس الذهبي الذي حقق معه النصر آخر بطولاته الآسيوية، وكُلف نائبه فيصل بن تركي ليكون رئيساً، وهو الشرفي القادم بقوة والعائد من الولايات المتحدة، والمتحمس لخدمة ناديه.توقع المتابعون أن يكون حضور الرئيس الجديد مقتصراً على إكمال فترة خلفه الرئاسية، خصوصاً أن الفريق الأول آنذاك لم يكن مرشحاً لنيل أي لقب، ولم يظهر الفريق أي ملمح من ملامح البطل، ما يعني حاجة النادي لمشروع جديد ومختلف، ينفض غبار الإخفاقات والتراجع ويعيده للواجهة، ويروي عطش أنصاره الذين وصلوا لقناعة بأن العودة ومعانقة الذهب ماهي إلا حلم يصعب تحقيقه، على الرغم من تولي فيصل بن تركي لمنصب الرئيس وهو الذي حقق حلماً لطالما انتظرته جماهير النصر وهو إقامة حفل اعتزال لنجم الفريق السابق ماجد عبدالله.

تسربت أخبار تتعلق بنية الرئيس المكلف ترشيح نفسه للمنصب بشكل رسمي، وتأكدت هذه الأخبار لتصبح واقعاً في 22 من فبراير من العام 2010 بعد أن نُصب رئيساً للنادي، وبدأت الإدارة الجديدة بترتيب البيت من الداخل ومحاولة إنقاذ مايمكن إنقاذه، وآمنت الإدارة أن بداية عودة الفريق لابد أن تكون من خلال إبرام الصفقات المليونية المدوية، على غرار صفقة انتقال ياسر القحطاني من القادسية للهلال، واختارت مهاجم القادسية محمد السهلاوي ليرتدي القميص (الأصفر) لقاء 32 مليون ريال، لكن هذه الصفقة لم تكن كافية، فلم ينجح الفريق بالعودة لمنصات الذهب ولم ترضِ هذه الصفقة نهم النصراويين، رغم حصول الفريق على المرتبة الثالثة في الدوري بقيادة الأورغوياني داسيلفا الذي غادر منصبه، وسط استغراب النصراويين أنفسهم الذين كانوا يرونه المدرب المناسب.

وجاء الإيطالي الشهير والتر زينجا ليتسلم المهمة، لكنه فشل في اختيار العناصر الأجنبية، ولم ينجح في إبقاء الفريق على المسار الذي صنعه خلفه داسيلفا، ولم يكمل زينجا مشواره مع الفريق، ليحل مكانه الأرجنتيني كوستافو كوستاس، الذي لم يقدم الجديد، فيما كان ذلك متزامناً مع حملة شرفية وإعلامية وجماهيرية ضد إدارة النادي ورئيسه، قبل أن تتركز بشكل خاص على نائب الرئيس عامر السلهام ومدير الكرة عضو الإدارة سلمان القريني، إذ اتهم النصراويون الرئيس بإعطاء السلهام والقريني صلاحيات مطلقة، فيما واجه السلهام والقريني اتهامات عدة، وصب النصراويون غضبهم على هذا الثنائي باتهامهم له بالوقوف خلف كل الإخفاقات، فيما بقي الرئيس النصراوي متمسكاً بالاثنين، قبل أن يستقيلا استجابة للضغوطات، ولم يسلم الرئيس من تلك الضغوطات ودخل في صراعات شرفية طاحنة، وسط أنباء عن تخلي بعض الشرفيين الداعمين والمؤثرين عن دعمهم للرئيس ومطالبتهم له بالاستقالة مع نهاية الموسم قبل الماضي، لكن الأخير تمسك بمنصبه، ودخل تحدياً شخصياً ليثبت نجاحه ونجاح إدارته.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا