برعاية

ليلة القبض على رئيس جمهورية الأهلي المصري

ليلة القبض على رئيس جمهورية الأهلي المصري

احتل خبر القبض على حسن حمدي، رئيس النادي الأهلي المصري، وحبسه احتياطياً على ذمة قضية فساد مالي وإداري، قبل أن تقرر محكمة عابدين أول من أمس، إخلاء سبيله بكفالة 100 ألف جنيه، صدارة اهتمامات وسائل الإعلام المصرية في الأيام الماضية، والتي عكست بدورها اهتماما أكبر بالقضية في الشارع المصري، وذلك للشعبية الكبيرة لما يسمى بـ"جمهورية الأهلي".

وهي الجمهورية التي يتبعها ملايين المشجعين من المصريين، والذين قد يشكلون أغلبية تفوق أغلبية كل الأحزاب السياسية مجتمعة في مصر، ولذلك وللتاريخ العريق الذي يتمتع به النادي الأهلي منذ تأسيسه في عام 1907 فقد انقسم الأهلاوية الى قسمين أحدهم يرى أن حمدي أساء لكل رؤساء الأهلي على مر تاريخهم ودمر تاريخ النادي المعروف بانتمائه للحركة الوطنية المصرية، والقسم الآخر لم يصدق أنه رجل فاسد، وذهب لأبعد من ذلك وقال بأن هذه التهمة وتوقيت التحقيق فيها لم يكن إلا خدمة للمعارضين لجبهة إبراهيم المعلم التي يؤيدها حمدي ومجلسه.

وما بين وجهتي النظر حاولنا أن نقترب أكثر من تاريخ الأهلي ورؤسائه، ونتعرف على طبيعة القضية المتهم فيها رئيس الأهلي حسن حمدي.

في البداية لا يستطيع أحد أن ينكر أن الدور الوطني للنادي الأهلي منذ إنشائه في بدايات القرن العشرين، وذلك على الرغم من أن أول رئيس للنادي كان مسؤولا إنجليزياً في وزارة المالية المصرية في ذلك الوقت وهو ميتشل أنس.

ولكن فكرة إنشائه كانت لعمر لطفي بك والذي كان وكيلا لمدرسة الحقوق العليا وصديقا للزعيم الوطني مصطفى كامل، والذي رأى في هذا النادي تجمعاً لطلبة المدارس العليا يلتفون فيه حول مائدة الرياضة لبناء أجسادهم مع بناء عقولهم وتوجيههم نحو مجابهة الاستعمار بزعامة مصطفى كامل، وكانت فكرة الاستعانة بميتشل أنس الموظف الإنجليزي الكبير في وزارة المالية المصرية لا لشيء سوى لتدعيم ميزانية النادي الوليد.

كان أول اجتماع للأعضاء المؤسسين فى الثامن من شهر إبريل 1907 وحضره كل من متشل أنس وإدريس راغب وعمر سلطان باشا وإسماعيل سري باشا وعبد الخالق ثروت باشا وعمر لطفي بك وضموا إليهم محمد محمود باشا وأمين سامي باشا وعزيز عزت باشا.

وقرر الأعضاء المؤسسون بعد هذا الاجتماع إشهار شركة برأس مال خمسة آلاف جنيه لإنشاء النادى الأهلي للألعاب الرياضية بالجزيرة، وكان أول مجلس إدارة النادي برئاسة "الخواجة" الانجليزي متشل أنس في منزله بالجيزة في 24 أبريل 1907.

وقرر مجلس إدارة النادي أن يرأس الزعيم الوطني سعد زغلول الجمعية العمومية الأولى للنادي في 18 يوليو 1907، وذلك بصفته ناظراً للمعارف (وزيرا للتعليم )، حيث إن النادي كان مهتما في بدايته بطلبة المدارس العليا، وأيدت الجمعية العمومية اختيار رجل المال والأعمال الانجليزي متشل أنس ليكون أول رئيس للنادي.

وتشاء الصدف أن يكون حسن حمدي رئيس النادي الحالي بعد مرور أكثر من مائة عام أيضاً من رجال المال والأعمال، وما بين الرجلين ( حمدي وأنس ) حكم قلعة الأهلي الحمراء عشرة رؤساء آخرين كانوا بمثابة رجال دولة لهم ثقلهم الكبير لمجرد أنهم جلسوا على عرش النادي الأكثر شعبية وجماهيرية.

تدخلت الحكومات فيما قبل ثورة يوليو 1952 ومابعدها لفوز مرشح لها في انتخابات الأهلي، وكان صالح سليم هو أكثر من تولى رئاسة النادي الأهلي خلال قرن من الزمان حيث ظل في هذا المنصب قرابة 19 عاماً يليه جعفر ولي باشا الذى رأس النادي لما يقرب من 18 عاماً.

بينما كان أقل من رأس النادي الأهلي هو الانجليزي متشل أنس والذي كان أقرب لمنصب رئيس الشركة التي أسست النادي الأهلي منه رئيسا لهذا النادي الكبير، أما محمد عبده صالح الوحش الخبير الكروي الكبير فكان صاحب أقل فترة انتخابية في تولي منصب رئيس الأهلي، حيث لم يكمل دورته الانتخابية واستقال قبل انتهاء فترته. القوي صالح سليم.

ومن أشهر رجال الأعمال الذين تولوا قيادة الأهلي بالتزكية أحمد عبود باشا الاقتصادي الشهير في القرن الماضي حيث فاز بالتزكية رئيساً للأهلي نحو 12 مرة متتالية ليرأس النادي الأهلي لمدة 15سنة استمرت حتى عام 1961.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا