برعاية

ذكريات غالية

ذكريات غالية

    تعيش داخلي صراعات مع تلك الذكريات القديمة وأنا أعيش هذه المرحلة من حياتي المليئة بالفوارق المتباينة بين ماضٍ نفتقد فيه إلى كل شيء من وسائل الحياة حتى الكهرباء لم يكن بامكاننا الحصول عليها في بداية حياتنا الرياضية عام 1373ه فكنا نخلد إلى النوم مبكراً في تلك البيوت الطينية الخالية من كل ما هو جهاز كهربائي أو أدوات ترفيه أو وسيلة مواصلات حتى جاء عام 1375ه عندما انتقلنا إلى الملعب في حي جديد بالقرب من مستشفى الملك سعود (مستشفى الشميسي الآن) وبدأ بزوغ نجمنا مع تلك الصلابة والقوة الطبيعية التي نحسد عليها كنا نذهب إلى الملعب على أقدامنا حتى انتقلنا إلى ملعب الصائغ في بداية عام 1376ه حيث تم تأمين سيارة ونيت فورد يقودها السائق الأمين (أبو فريح) يمر على كل أماكن التجمع ثم نذهب الى الملعب وفي المساء نعود إلى بيت الشيخ عبدالله الزير أمد الله في عمره هذا الرجل ومنذ أكثر من ستين سنة وداره العامرة مفتوحة لكل الضيوف والأصدقاء وديوانيته يحضر فيها من كل الأندية يتناقشون في الشأن الرياضي العام بكل أدب وشفافية بعيداً عن التعصب والتطرف المؤذي.

انتقلنا إلى نادي الشباب عن طريق الشيخ عبدالرحمن بن سعيد ومعي أبناء آل مطرف وبعد الانفصال رجعنا إلى النادي الأهلي (الرياض) حاليا وقد حصلنا على خمسين ريالاً (وسياكل) لكل منا وهو شيء جميل في ذلك الوقت وبعد أن أسس نادي الأولمبي (الهلال) حالياً لعبت فيه لمدة سنة وقد كنت كابتناً للدرجة الثانية ونائباً لكابتن درجة أولى اللاعب الفذ رجب خميس عليه رحمه الله وبعدها أكملت حياتي الرياضية كلاعب في النادي الأهلي (الرياض) حالياً بعدما سمح لي الشيخ بالانتقال لبيتي القديم.

هذه نبذة موجزة عن تلك الايام الخوالي مهداة لشباب اليوم ليعرف حجم تلك التضحيات وما كنا عليه في زمن الشح والفقر والعوز ويطيب لي أن أذكر نبذة عن بعض اللاعبين المخلصين الذين تمسكوا بالبقاء في أنديتهم رغم بعض الاغراءات ومنهم اللاعب الخلوق عبدالعزيز الدريوش (العربي) وهو أحد لاعبي نادي الرياض الخلوقين المخلصين الذي قدم كل شيء لناديه دون أن يبحث عن المال وعاش علي كل ما هو بسيط وميسور لم يساوم لحظة واحدة ناديه ولم يحمله ما لا طاقة به خلاف ما نشاهده ونعيشه في هذا الوقت وتلك المطالبات (المليونية) التي ترهق كاهل الإدارة بالمطالبات المالية الكثيرة. رحم الله ذلك الوقت الذي فيه ذلك اللاعب يضحى بكل شيء من أجل ناديه لا هذا الوقت الذي المال فيه كل شيء حيث تجد اللاعب كل سنة في نادٍ آخر وقد تكون هذه سُنة الحياة الرياضية في هذا الزمن الجديد علينا نحن الشياب المحترقين.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا