برعاية

الصم والبكم: لغة الإشارة في البرامج مفقودة.. والإعلام الرياضي يتجاهلنا

الصم والبكم: لغة الإشارة في البرامج مفقودة.. والإعلام الرياضي يتجاهلنا

ساعات يقضيها ذوي الإعاقة السمعية وهم يتابعون القنوات الفضائية بشكل عام، والبرامج الرياضية على وجه الخصوص دون أن يتمكنوا من فهم حديث المقدم أو المحلل الرياضي، وذلك لعدم وجود شاشة مصغرة تختص بالترجمة الفورية لهم، وغالبية هؤلاء الأشخاص ينتمون لأندية رياضية، ولكن لا يوجد من يفرغ لهم هذه الطاقة الرياضية بالشكل المناسب والصحيح.

فذوي الإعاقة السمعية لديهم رياضات محدودة، تتمثل في ممارسة ألعاب كرة القدم والطائرة وألعاب الدفاع عن النفس مثل الكاراتيه والتايكوندو وبعض من ألعاب القوى، ويتميز مجتمعهم بالمثالية وبالمنافسة الشريفة والعلاقات الأخوية، إلا أن أنشطتهم عادة لا تجد اهتمامًا كبيرًا من القنوات الفضائية ومن وسائل الإعلام المختلفة.

ذوو الإعاقة السمعية آمنوا بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره، وأصبحت أصواتهم بأيديهم يقفون حائرين بعد أن بلغ عددهم ما يقارب 600 ألف، وبالرغم من هذا الرقم الكبير إلا أنهم ما زالوا يعانون من غياب أبسط حقوقهم المتمثلة في وضع شاشة صغيرة للمترجم الفوري للبرامج بكافة أنواعها، والرياضية خصوصًا.

وقد تطرقت «المدينة» لهذه القضية الإنسانية إيمانًا منها بأهمية هذه الفئة الغالية على قلوبنا، حيث سعت لإعادة تجميع أوراق ملفات ذوي الإعاقة السمعية التي بُعثرت من قبل الجهات الإعلامية المرئية التي ترتكز على الدعم المادي فقط، حيث التقينا بعدد من الصم والبكم وخرجنا بآرائهم:

الشهري: اهتموا بنا

شاب لم يتجاوز عمره الثامنة والعشرين.. يعشق نادي الاتحاد وأمنيته أن يتواجد مع لاعبي الفريق الاتحادي، ومعرفة ما يدور في ناديه من خلال البرامج الرياضية وأيضًا من الأستوديو التحليلي للمباريات، ليتعمق أكثر في عالمهم الجميل بالنسبة له، ولكن ليس لديه الفرصة أن يكون داخل المجتمع الرياضي الكروي، مما يصيبه بالحزن كون أن المجتمع الرياضي ليس مهتمًا بهم.

وقد تمنى الشهري أن يكون لديهم مترجم للغة الإشارة في البرامج الرياضية التلفزيونية حتى يستمتع بها خلال متابعتها.

مرغلاني: لا نستطيع مشاهدة الفضائيات

فيما قال يوسف مرغلاني أحد ذوي الإعاقة السمعية: لم أجد الدعم الكافي لهذا الجانب الذي يعتبر من أبسط حقوقي، ونحن كذوي إعاقة سمعية لا نستطيع أن نتابع القنوات السعودية الرياضية، لأنها تفتقد للمترجم الفوري لفاقدي السمع، وبالرغم من أن القناة تعتبر جهة رسمية ويتم دعمها من قبل الدولة، إلا أنه ليس لديها برامج رياضية أو غير رياضية خاصة بالصم والبكم.

الغامدي:

أكد نايف الغامدي أحد معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة بأن الاهتمام في مجتمعنا الحالي بالمعاقين يبدأ بالإعاقة العقلية ثم الحركية ثم المكفوفين ثم الصم والبكم.

وأوضح أنه يرتكز اهتمام الصم والبكم غالبًا في الرياضات ذات الطابع الحماسي وهي محدودة جدًا مثل كرة القدم والطائرة وبعض ألعاب القوى، والتواصل صعب من خلال إفهامهم بقوانين اللعبة، كما أنهم يتميزون بتكوينهم مجموعات لأنهم على يد وقلب واحد، وليس لديهم ثقة بأحد من الأسوياء.

كما أشار إلى أن لديهم رياضات لا يستطيعون ممارستها مثل كرة الماء بسبب افتقادهم للاتزان وأيضًا لعبة الوثب من فوق الحصان.

فيما فجر أحد مسؤولي ذوي الإعاقة السمعية (تحتفظ «المدينة» باسمه) بأنهُ قد طالب عدة مرات ومنذ 13 عامًا من القناة الرياضية السعودية بوضع برامج خاصة بهم، إلا أنه لم يتم الرد عليه من قبلهم، وأنه إذا تم الرد عليه فإنهم يقولون له «بإذن الله يتم دارسة الموضوع !».

واستمرت «المدينة» بالبحث عن السبب الرئيس لغياب الإعلام عن هذا الأمر، حيث حاولت التواصل مع مدير القنوات الرياضية الدكتور محمد باريان ولكن لم يجب على اتصالات الصحيفة، ومن ثم بادرنا بالتواصل مع المتحدث الرسمي باسم القنوات الرياضية الذي صرح قائلاً: نحن كقنوات رياضية نسعى وراء برامج الصم والبكم وباهتمام شخصي من الدكتور محمد باريان، والجهات المختصة في القناة وسبق أن طرحت الموضوع على الدكتور باريان قبل نحو خمسة أشهر، ولكن لم يجد الرد حتى الآن لأننا سندعم جميع البرامج التي تتعلق بذوي الإعاقة السمعية وليس برنامج رياضي واحد فقط.

واختتم قائلاً: نحن ليس كل اهتماماتنا هذه البرامج بل توجد أهم من ذلك مثل برامج الدوري المحلي، والعديد من البرامج التي تعتبر مربحة للقناة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا