كلاشنكورة: هدية كريستيانو للبرشلونيين.. وميسي ينقذ الأرض!
“كلاشنكورة” فقرة شبه يومية، يقدمها موقع أبوظبي الرياضي منذ أغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الرأي الساخرة والجريئة، ومن يبحث عن الموضوعية والحيادية والرصانة والحصافة فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحة!
تسأل الزوجة زوجها بعد عودته من المباراة: “بشرني، هل فزتم؟”، يجيب الزوج وهو يطأطئ رأسه: “لا، خسرنا”، ومن ثم يضيف وعلى شفتيه ابتسامة تصل إلى أذنيه، رافعاً صندوق كبير في الهواء: “لكننا فزنا بمايكرويف”! تشهق الزوجة وتضع يدها على فمها، وتنزل منها دموع الفرح!
في مباراة بارما وفيورنتينا في الدوري الإيطالي، قام كل لاعب من بارما بإهداء لاعب من فيورنتينا مكنسة كهربائية! وذلك قبل بدء المباراة.. وهذه لا تعتبر رشوة! فالشركة الراعية لبارما هي منتجة هذه المكنسة، وهذا نوع من الترويج لها.. والحمدلله أنهم لم يأتوا إلى الملعب بغسالات الشركة!
أعجبتني هذه الفكرة، هذه هي الروح الرياضية التي نريدها.. تجلب لي مكنسة، أجلب لك جلاية صحون! ويجلب الحكم أطباق كشري! نلعب ونتنافس بشرف، ومن ثم نأكل ونغسل الأطباق! تذكرت أيام رمضان في الزمن الجميل الذي لا يريد أحد عودته! كنت أرى في حيّنا الأطباق تخرج من هذا المنزل، لتوزع على الجيران، الأطباق تخرج من كل مكان لتذهب إلى كل مكان، وتجد رجل عجوز، يترقب أذان المغرب بفارغ الصبر، ويلهي نفسه بمراقبة الخادمات! أو الأطباق التي يحملنها.. الله أعلم!
كانت أيام جميلة، أتمنى لو أنها تعود عن طريق كرة القدم! يدخل كريستيانو على لاعبي برشلونة ويوزع “بوكسرات” CR7! ويعود إلى البيت حاملا آلة حلاقة، وعطر، وآي باد، وعلبة تونة! أما ميسي فيدخل على لاعبي ريال مدريد، ويقدم لهم قسائم تفصيل وشراء بدل من “دولتشي أند جبانا”، وبعد اللقاء يقرر المدريديون، وفي لفتة إنسانية رائعة.. أن يتبرعوا بالقسائم للأطفال! هذه الأمور ستعطي كرة القدم بعدا جديداً، بعد مليء بالروح الرياضية والحب والإيخاء والإيثار.. ستصبح المباريات كحفلات الزفاف!
ويبدو أن عالم التسويق يتغير، طرق التسويق التقليدية لم تعد مجدية، كما أنها مكلفة.. سينتهي زمن “الفنكوش”! وسيأتي يوم يدرس فيه أحفادنا في مادة التاريخ هذا الأمر، كما درسنا نحن عن اندثار الغوص لصيد اللؤلؤ، بسبب اللؤلؤ الياباني اللعين! وقد ينتهي شيء اسمه موظف تسويق! لا تستغربوا، من كان يعتقد قبل عشرات السنين أن مهنة “المحسن” أو “المزين” ستنتهي، رغم أن هذا الرجل أهم رجل في القرية، بعد العمدة! فقد كان يحلق الرجال، ويدلكهم، ويليفهم! ويقوم لهم بالحجامة، ويخلع أسنانهم.. وقبل كل ذلك، يكون هو من قام بختانهم! يا إلهي.. هذا الرجل كان أهم من الأم!
عموما، لن نحتاج لموظفي تسويق في يوم ما؛ فالآن تجد رجل ناضج، بل وعجوز مثل سكولاري يحلق ذقنه أمام الجميع في مؤتمر صحفي ليروج لمعدات حلاقة.. أنا أحلق ذقني في الصالون وأشعر الخجل! وتجد رجل يضع آي فون في خلاط.. ويخلطه! فيحصل منتجه على شهرة عالمية، كما يحصل على عصير آي فون! وشاهدنا أصحاب الرداء الأسود الذين كانوا يحضرون في المدرجات وشعارهم “الفائز يأخذ الأرض”، وكيف احتار العالم في أمرهم، وتحدث الجميع عنهم، واتضح في النهاية أنهم جاؤوا من الفضاء! أو بالأصح من كوريا، للإعلان عن سامسونج جالاكسي، وحين خرج الإعلان المصور علمنا أن الفضائيين يتحدون البشر في كرة القدم، فتشكل الأرض فريقا بقيادة ميسي.. ميسي سينقذ الأرض؟! وما أدرانا أن ميسي ليس من كوكبهم أساساً؟! ألم يقولوا ليلا نهاراً إن ميسي من كوكب آخر؟!
وبالحديث عن ميسي والترويج، شاهدنا هذا الرجل يرتدي ثلاث بدلات في ثلاثة احتفالات مهمة، جعلت جميع الناس يتحدثون عن دار الأزياء، وعن أناقة ورشاقة وإثارة ميسي.. في الملعب! في كل الأحوال، يجب أن أعترف أن طريقة ميسي للتسويق لدار الأزياء بالبدلات الثلاث؛ المرقطة والمزهرية والإعدام.. كانت أفضل طريقة تسويق لعلامة تجارية، كما أنها كانت أفضل طريقة لتشويه صورة ميسي!
نعود لقصة اللاعب في بداية المقال، فبعد أن ذرفت زوجته دموع الفرح، تعانقا! فقال لها: “وعدتك بأنني سأحقق لك كل أحلامك”! خرج الأطفال والتفوا حول والديهما، وعم الفرح في البيت، وعاشوا في سعادة حتى النهاية!
الهراء المستفاد: فكر دائما خارج الصندوق، فكر بشكل مختلف.. جرب، ولا داعي لأن تخسر آيفون في كل تجربة! أما الدرس الأهم فهو موجه لكل طالب اختار دراسة التسويق لأنه التخصص الأسهل! اتركه بسرعة، اقفز من السفينة.. اللعينة!