برعاية

بريق أوزيل يخفت في استاد الإمارات

بريق أوزيل يخفت في استاد الإمارات

تتقلب الأيام في استاد الإمارات على الألماني مسعود أوزيل، إذ رفعته بدءاً فوق السحاب وهوت به بعدها سريعاً لتنهال على "ملك التمرير" سهام النقد والذم وهو الذي كان يمشي قبل أيام بخطوات ثابتة في معقل المدفعجية وسط كيل من المديح والثناء.

ما جعل صانع ألعاب أرسنال هدفاً في مرمى النقاد، مرده تراجع أدائه وخفوت بريقه، الذي أثار غضب أولئك الرافضين منذ البداية لقدوم الألماني وسندهم في ذلك نظرية (تحتمل الخطأ والصواب) وهي أنه لو ظل في اللاعب منفعة كروية لما تخلى عنه الريال.

في البداية نجح الألماني القادم إلى لندن في صفقة قياسية بلغت (50 مليون يورو)، في دحض هذه النظرية بتفرده وإبداعه مع "المدفعجية"، لكن مع مطلع هذا العام عادت مسألة جدوى التعاقد مع أوزيل لتطرح من جديد بعدما ركد مستوى اللاعب ركوداً محيراً.

إن"عازف الليل" مثلما يحلو للبعض تسمية أوزيل، توقفت أقدامه عن عزف الألحان وغدا لعبه نشازاً يثير غضب عشاق "الغنرز". فمردود متوسط الميدان في الأشهر الستة التي قضاها على حدود "لا تاميس" تراوحت بين التألق والترنح، ما جعل شقاً من الصحافة الإنكليزية تشن حملة تشكيك في قدرات لاعب أضحى حسب رأيهم سراً غامضاً وطيف خيال لنجم لمع في ملاعب أوروبا والعالم.

الموقف السلبي لهذا الشق من الإعلاميين والنقاد والجماهير، يستند على إحصاءات وأرقام حاكها اللاعب بقدميه في الفترة الأخيرة، إذ كان شبحاً أمام مانشستر(0-0) وطيفاً ضد ليفربول (5-1) وتائهاً سيئ الحظ ضد البايرن.

الحصيلة السلبية في تسع مباريات متتالية كأساسي، جعلت عداد الدولي الألماني متوقفاً عند 4 أهداف و8 تمريرات حاسمة و 16 تسديدة نحو المرمى حققها في 21 مباراة.

ومقارنة مع ما أنجزه في أول 12 مباراة له مع أرسنال، فشل أوزيل في الحفاظ على إشعاعه، إذ صام عن التهديف ولم ينجح لا في التمرير الحاسم ولا في التسديد المؤثر (3 تسديدات فقط) نحو المرمى في مبارياته الثماني الأخيرة.

لو سجل أوزيل ركلة الجزاء الملعونة تلك ضد بايرن ميونيخ لفرج هم التركي وانكشف غمه لأنه كان حينها هو قبل فريقه بحاجة لا تحتمل التأخير لهدف ينسيه الشعور بالخيبات ويرفع عنده المعنويات، لكن مع ضياع الفرصة، غرق الفتى ذو الـ25 عاماً في بركة الحيرة والانكسار وأضحى حاله محل سؤال بين الإنكليز قبل بني جنسه الألمان.

بعد مباراة البايرن، فاض كأس صبر المشجعين على أوزيل الذي دفع مقابل مهره الملايين، وأمام الضغط المسلط بقوة عليه اختار فينغر إراحته في مباراة سندرلاند على أمل أن يستعيد "الملك" ثقته المفقودة ومعنوياته التي نال منها الشك.

تأثر أوزيل بغياب والكوت ورامسي

يعدّ غياب الثنائي والكوت وارون رامسي مؤثراً بصفة مباشرة على مردود أوزيل، كيف ذلك؟.. إن الألماني يحبذ اللعب إلى جانب رامسي ووالكوت فهما يتميزان بسرعة البديهة وحسن التحرك والتمركز، وبالتالي يمنحانه الحلول الهجومية، عكس ما يحصل حالياً مع المهاجم أوليفيه جيرو، حيث يفتقد للانسجام والتفاهم معه والسبب أن الفرنسي في مركز رأس الحربة لا يسمح بتحركاته الثقيلة وسط المدافعين للألماني بالتمرير الدقيق والسريع بهدف مباغتة الخصم.

لياقة لا تحتمل ايقاع "البريميرليغ"

الدقائق الـ  1810 التي لعبها أوزيل لحد كتابة هذه الأسطر، أقنع في بعض منها وأخفق في بقيتها ويعود ذلك إلى بنية اللاعب الصغيرة ولياقته المتراجعة التي لا تستجيب لشروط الدوري الإنكليزي ومن بينها السرعة والقوة والنفس الطويل لتحمل إيقاع المباريات الماراثونية.

ووفق بعض المختصين فإن بنية أوزيل تشبه لحد كبير بنية رياضي في سن 17 ، والحال أن الألماني البالغ 25 عاماً، لا يتحمل جسده وعضلاته العمل الشاق والمضني مع الفريق.

اللاعب نفسه اعترف بأن اللعب في"البريميرليغ" مرهق أكثر من الليغا، وأن المباريات المتتالية نالت منه، حيث شارك أوزيل في 21 لقاءً بمعدل 86 دقيقة في كل مباراة.

وحتى في السنوات الثلاث التي قضاها في ريال مدريد، عانى "الملك" من نقص اللياقة في 25 مباراة خاضها تحت قيادة مورينيو وبمعدل 64 دقيقة في كل مباراة.

مع بدايته المتوهجة، أطلق أوزيل العنان لأحلام جماهير "الغنرز" التي سعدت بولادة ميسي أو رونالدو جديد في استاد الإمارات، يعيد المجد الغابر ولقب البطولة الذي غاب عن الفريق منذ عام 2005.

لكن ومع مرور الأيام، تغيرت النتائج وأصبح الألماني الشاب غير قادر على رفع عبء تلك الأحلام الجميلة وأيضاً عن لعب دور "المنقذ" وصانع الفرحة، فتولد عن ذلك شك وحيرة لدى الجماهير التي سلطت ضغطاً كثيفاً على اللاعب.

جيمي كارغر لاعب ليفربول سابقاً بادر بالقول:  "هناك وجهان لمسعود أوزيل، وجه أبهرنا في البداية ووجه ثان صدمنا وحان الوقت لمعرفة لمَ دفع فينغر 50 مليون يورو مقابل التعاقد مع أوزيل".

آلان شيرر مهاجم نيوكاسل: "عندما لا يستخدم أوزيل سحره المعتاد، فإنه يعاني وهذا ما يحصل معه حالياً".

أرسين فينغر: "إنه يعمل بجد لتطوير لياقته، وجعلها تتناسب مع متطلبات الدوري".

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا