برعاية

«رادار».. يخرج عن المسار

«رادار».. يخرج عن المسار

حفلت الحلقتان الأخيرتان من برنامج «رادار» بالعديد من التناقضات والتغريد خارج سرب ما يفيد دورينا هذه الأيام، وما ينتظره المشاهد وجماهير الأندية التي تتوقع تحليلات ورؤى فنية واقعية، تلامس حال ما يدور في قمة الترتيب العام وصراع المؤخرة الرباعي، فدخل عدنان حمد وفريقه في نقاشات وجدل لا طائل من ورائه حول جماليات الأداء وحلاوة الأسلوب، وماهية الاستقرار.

وكاد النقاش أن يتطور إلى ما لا تحمد عقباه عندما انتفض «الحليم» علي ثاني في وجه علاء مدكور الذي يبدو أنه بات «مغناطيساً» جاذباً لثورات الغضب، فمن قبل كان سبباً في تفجر بركان غاضب من قبل محمد مطر غراب الذي غاب عن «رادار» بعد الواقعة والمشادة الكلامية مع مدكور.

ولم يكن الحال أفضل في برنامج «جيم أوفر» الذي حاول مقدمه يعقوب السعدي «استجواب» رئيس شركة كرة القدم في نادي بني ياس مبارك بن محيروم، فكان هو الضحية نتيجة أسئلته غير الموفقة، بالذات في ما يختص بأكاديمية بني ياس لكرة القدم، فارتدت إليه سهامه.

برنامج «رادار» كاد يتحول إلى «صالون أدبي»، وتارة إلى حلبة ملاكمة ومعارك كلامية في قضايا لم تلامس واقعية التنافس، حيث دخل دوري الخليج العربي مراحله الحاسمة والحساسة سواء في القمة أو القاع، وكنا نتوقع قراءات منطقية وحسابات فنية لموقف الصدارة وما هي أدوات المتصدر الأهلي لإحكام قبضته على الصدارة وقدرته على توزيع مجهوداته الفنية وقدرات لاعبيه في أكثر من بطولة.

فبدلاً من هذا غرد فريق البرنامج في جدال ومعارك كلامية حول جمال الأسلوب ورشاقة التمريرات، ومقارنات حلاوة الأسلوب البرازيلي، وهل الأهلي مستقر أم لا، وكلها أحاديث وتحاليل مكانها بداية الموسم وليس مرحلة حسم البطولة والهبوط فماذا يضير الأهلي إن كان أداؤه في هذه المرحلة بأسلوب مباريات الكؤوس يركز على خطف النقاط قبل الاستعراض.

وبنفس القدر هل يفيد الأهلي حلاوة عرضه إن خسر النقاط، وهي بديهيات غابت وسط «بيزنطيات» رادار.

وليس هذا فحسب بل وضع مقدم البرنامج عدنان حمد في موقف لا يحسد عليه وهو يتحامل على مدرب عجمان عبدالوهاب عبدالقادر، ويصف صبر إدارة عجمان عليه وعدم إقالته عبر قوله «العين بصيرة واليد قصيرة»، في إشارة إلى عدم قدرة عجمان على استقدام بديل، بمعنى أنهم لا يملكون المال.

فكان عليهم الصبر على واقعهم، وذلك في مواجهة قراءة محمود الربيعي الواقعية التي وصف فيها إدارة عجمان بنجم الموسم، لأنها صبرت على المدرب ولبت طلباته في ميركاتو الشتاء بتدعيم خط الدفاع بعناصر قوية أعادت التوازن للفريق، وقال: إن أسهل قرار هو إقالة المدرب ليكون شماعة لكل الأخطاء والمشاكل وتراجع النتائج.

فحاول عدنان حمد جاهداً وصف مدرب عجمان بالفاشل وخزائن النادي بالخاوية والمفقرة وغير القادرة على استجلاب مدرب، لكنه لم يجد دعماً من طاقم البرنامج لنظريته، وكان حرياً به أن يجرى اتصالاً بإدارة عجمان للحديث حول هذا الموضوع، كما جرى العرف في البرنامج، لكنه لم يفعل وأصر على وجهة نظره، ويتحول المثل القائل العين بصيرة واليد قصيرة إلى «عين عجمان بصيرة واليد فقيرة» بأمر من عدنان حمد.

«جيم أوفر» يفشل في «استجواب» بن محيروم

في برنامج «جيم أوفر» كان يعقوب السعدي موفقاً في استضافة رئيس شركة كرة القدم في نادي بني ياس، مبارك بن محيروم، ووضعه في «قفص اتهامات» جيم أوفر للمصلحة العامة واستجلاء الحقائق، خصوصاً بعد التعاقد مع المدرب العراقي عدنان حمد لقيادة الجهاز الفني للفريق خلفاً لدا سيلفا، وكانت فرصة للرد على كثير من التساؤلات الحائرة حول أسباب تراجع بني ياس أخيراً، وجاهزيته لمواجهة القادسية آسيوياً، لاسيما والبرنامج والاستضافة استبقت المباراة التي انتهت بخسارة بني ياس برباعية.

لكن طريقة إدارة يعقوب السعدي للحوار ونوعية الأسئلة جعلته فاتراً وبارداً بل تحول المتهم والمستجوب إلى محاور وكان السعدي في موقف لا يحسد عليه خصوصاً عندما سأل بن محيروم عن إنجازاتهم في الأكاديمية ونتائجها خلال فترة إدارتهم، ليجيء الرد من بن محيروم.

والدكتور موسى عباس ورياض الذوادي بأن الأكاديميات لا تعطي أكلها بين يوم وليلة، ولا تخرج نجوماً في أشهر بل تكون في سنوات، بن محيروم سيجني ثمار ما غرسه غيره، وسلفه سيستفيد مما قدمه، وهي أمور بديهية كيف غابت عن يعقوب السعدي.

ووضح تماماً أن هذه النوعية من الحوارات ووضعها في شكل استجواب ناجح يجيد التعامل معها الكابتن رياض الذوادي الذي كانت شهيته للتحاور وإلقاء الأسئلة مفقودة، حيث سار الكابتن عبدالله وبران على نهج مقدم البرنامج يعقوب السعدي في إلقاء الأسئلة والتساؤلات البديهية المحرجة، عندما علق على تعاقد بني ياس مع المدرب العراقي عدنان حمد، وقال إنه جاء متأخراً وإن عدنان هو المناسب مع بني ياس ولماذا لم يتم التعاقد معه من زمان، فصمت بن محيروم وجاء الرد من يعقوب السعدي ضاحكاً: «سيقول لك لأننا تعاقدنا مع دا سيلفا».

وتحدث بن محيروم بشفافية وصدق حول أسباب التعاقد مع المدرب العراقي عدنان حمد، وكذلك حول الاحتراف، فتذمر ورفع صوته بالشكوى من الممارسات التي تتم باسم الاحتراف في التعامل مع الأجانب، حيث كشف عن محاولات للتأثير في لاعبهم الأجنبي فارينا الذي تعرض لمحاولات إغراء فور وصوله للدولة من بعض أندية دوري الخليج العربي، وهى أمور أثرت في مستواه وشوشت على تفكيره وتركيزه في الملعب.

لكن بن محيروم عندما تحدث عن الصفقات المحلية وتحول نجوم بني ياس إلى أندية أخرى، خصوصاً سلطان الغافري وعدنان وثامر، فتحدث بما يشبه الألغاز، ولم يفصح عن الجوانب المهمة في فشل تفاوضهم مع هذه النجوم، بل عزا الأسباب إلى وعود غريبة من الأهلي وحوافز غير مرئية من العين، وكلها أمور لا يقدر عليها بني ياس ولم يوضحها بن ميحروم في حديثه.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا