برعاية

مشاعركم غشقة عطر.. والوعي أكبر جائزة

مشاعركم غشقة عطر.. والوعي أكبر جائزة

بقدر فخري واعتزازي بالثقة التي منحتني إياها الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتمثيل المملكة في جائزة ريادة الإعلام الرياضي العربي، خلال فعاليات العيد السابع للإعلاميين الرياضيين العرب الذي استضافته مدينة العين الإماراتية، الثلاثاء المنصرم، بمشاركة 19 إعلامياً رياضياً مثلوا 19 دولة عربية، أقول إنه بقدر ذلك الاعتزاز، إلا أنني أعجز عن التعبير إزاء ردود الفعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأقنية الإعلام والاتصال المختلفة، وما غمرني به المحبون - من جميع الأندية والميولات الرياضية - من نبل وكرم أخلاق، وتقدير جعلني أحمد الله كثيرا أن عددا كبيرا فاق تصوري، يثمن جهود من يعمل، وينظر باحترام لسيرة شخصي المتواضع، فالحق أنني شعرت بأن تلك الكلمات والتعليقات والمشاعر التي عجزت على مدار أيام عن إحصائها، كانت تاجاً على رأسي، أفتخر به من ناحية، وأقسو به على نفسي من ناحية أخرى، من أن ذلك يؤكد صحة النهج الرياضي المعتدل الذي اخترته منذ سنوات، ولم أكن أشعر بقيمته إلا اليوم معكم أنتم أيها الأحبة، فردة الفعل الإيجابية تلك، يجب أن تكون أكبر داعم لي في الاستمرار على ذلك النهج البعيد عن التعصب الرياضي الذي أفرز – مع الأسف - ظواهر ومشاهد ومواقف غريبة ومخجلة، هي أبعد ما تكون عن الرياضة.

إن المتأمل للواقع الرياضي العربي الذي شهد مؤخرا الكثير من الأحداث الدامية والمؤسفة نتيجة التعصب، يجعل الشخص يكاد يجزم أنه لا يوجد لدينا إعلامي رياضي يجمع عليه الجمهور، وهذا الأمر يجعل المهمة صعبة وقاسية على من أراد الاعتدال في الرأي، إلا أن المفرح، أن شريحة لا يستهان بها من الجمهور، ما زالت تعمل عقلها بعيدا عن التعصب، لكنها لا تظهر إلا في مواقف محدودة ومعينة، وليتها تزيد جرعة الظهور تلك حتى نرتاح قليلا من شبح التعصب.

الرياضة يجب أن تجمع لا أن تفرق، ويجب أن تحضر فيها روح التنافس، لا التعصب والانغلاق، وتوجيه الجهود للنيل من المنافس خارج الحلبات المخصصة للمنافسة، يجب أن نتعلم من الرياضة تقبل الهزيمة بروح الإصرار والمحاولة واكتشاف مكامن الأخطاء للعودة مرة أخرى، وتحويل الفشل إلى محفز، والانتصار إلى معزز، فالرياضة مجال لا يصل فيه الإنسان لمرحلة "التخمة" أو الاكتفاء، وبالتأكيد فإن الإعلام الرياضي مسؤول إلى حد كبير في دعم وإرساء هذه القيم وتوعية الجمهور الرياضي بدعم ومناصرة أنديتهم وفرقهم، لكن ليس بمفهوم القبيلة والعصبية ومناصرة النادي حتى في الخطأ الواضح الصريح.

إن الأجيال الشابة هي نصف الحاضر، وكل المستقبل وإن كنا نصبو إلى مستقبل آمن يقوده شباب واع، فإنه يجب عليه أن نذكي روح التنافس في الشباب، لا التعصب والتخندق خلف الأندية ومحاولة نفي الآخر وإنكار الحقائق، فالتعصب بغيض ومدمر للوجه الجميل للرياضة، وتجاوزه يحتاج إلى عمل وجهد كبيرين من الإعلام الرياضي في المقام الأول والقيادات الرياضية في الأندية في المقام الثاني، وأقول هذا دون تجاهل للدور الإيجابي لهما الذي حقق حضوراً أنيقاً ومؤثراً خلال السنوات الماضية.

ومن واقع تجربة عملية، أود أن أوضح أن العمل في المجال الرياضي، سواء في الإعلام أو الأندية الرياضية مرهق ومتعب، وعليه فقد حرصت طوال مسيرتي على أن أبحث عن الحق والحقيقة أينما كانت، وأن ألتزم بالمهنية المطلوبة في كل عمل، ولا شك في أن ذلك وبقدر ما أعجب البعض، إلا أنه لم يعجب آخرين أيضاً، ولم يمنع عني سهام النقد والتجريح والخيانة، في كثير من المواقف والآراء، ومنها سهام جمهور نادي الشباب الذي أنتمي إليه، تجاه موقفي الإعلامي من قضية اللاعب عبدالعزيز السعران بين ناديي الشباب والأهلي، نعم أنا شبابي ورأست هذا النادي، لكن ذلك لن يمنعني من قول ما أراه وأعتقد أنه الحق. قد أكون مخطئاً في اعتقادي، لكن ذلك لا يكون حتى يثبت لي العكس، بعيداً عن الانتماء الذي يغيب الحقيقة والرأي السليم.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا